أكدت إماراتيات، برزت تجاربهن في ميادين متعددة، أن بنات الوطن خضن باقتدار جميع مجالات العمل، ويواصلن ريادتهن في جميع الميادين لصنع الفارق في قطاعات بارزة، مثل السياحة والزراعة والعقارات والثقافة والتراث، وصولاً إلى عوالم الموضة والأزياء.

ونصحت صاحبات قصص النجاح كل امرأة باستثمار الفرص التي توفرها دولة الإمارات من أجل تشجيع النساء وتمكينهن في كل الميادين، مشددات على ضرورة المغامرة والإقدام، ومواجهة التحديات «لأن الخوف عدو النجاح»، إضافة إلى أهمية الانفتاح على تجارب رائدات الأعمال لاستلهام قصص نجاحهن، والتعلم من خبراتهن، وصولاً إلى تحقيق الأحلام.

وتزامناً مع احتفال العالم بيوم المرأة، الذي يوافق الثامن من مارس كل عام، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على إماراتيات صاحبات قصص نجاح، قدمن صوراً مشرقة للمرأة، وطرحن نماذج ناجحة، ولا تبدو مجرد قصص فردية، بل هي انعكاس مضيء لاستراتيجية واضحة ورؤية ثاقبة، كرستها ولاتزال تكرسها دولة الإمارات في دعم وتمكين نسائها في جميع الميادين، لتحقيق الريادة من خلال مشاريع مبتكرة، تسهم في تعزيز مكانة الدولة كبيئة حاضنة للإبداع والمشاريع الطموحة، وتقديم قيادات نسائية مشرفة للمرأة الإماراتية.

مع التراث

بتجربة مشروع «بقشة»، سجلت رائدة الأعمال الإماراتية مريم قايد مساهمات فاعلة في قطاع الثقافة، عبر عكس ألق تراث بلدها، وقدرتها على ابتكار تجمع ثقافي واجتماعي رائد لكوكبة من المبدعين والحرفيين الإماراتيين، لتقديم منتجات إماراتية أصيلة بهوية معاصرة، مكرسة عمقاً واضحاً وفكرة مشروع فريد، بنته صاحبته بالاعتماد على شبكة موسعة من العلاقات مع متخصصين في التراث وحرفيين ومبدعين محليين، مراهنة على ترك أثر واضح في المجال.

وقالت مريم قايد لـ«الإمارات اليوم»: «لم تكن بدايتي في قطاع ريادة الأعمال سهلة، خصوصاً أنها أول مشروع تجاري اجتماعي بالنسبة لي، وطبيعة قطاع التراث والثقافة الذي دخلته، والذي يتطلب بحثاً تخصصياً وحرصاً على التحقق من المعلومات، لكن مع مرور الوقت واكتساب نوع من النضج، ثم وضوح الرؤية والرسالة، اختلفت التحديات، وباتت الأمور أسهل».

وأضافت: «تحقق مؤسسة البقشة اليوم ربحية وتسجل أثراً اجتماعياً وإضافة جلية فاعلة في السوق، بما تقدمه من منتجات وورش عمل ثقافية نوعية في هذا المجال بالإمارات».

قطاع الاستثمار

فيما تعد الإماراتية مريم القبيسي بتجربتها الرائدة في الاستثمار العقاري المعتمد، أول رائدة أعمال إماراتية بعلامة شخصية في المجال العقاري (المدير التنفيذي لشركة ريل القبيسي للعقارات)، إذ استطاعت من خلال مغامرتها اقتحام هذا المجال الصعب، وقلب موازين التوقعات لإثبات جدارتها التي اعتمدت على مراكمة التجارب والخبرات الطويلة، معلنة منذ انطلاقتها عن رغبتها في تقديم نموذج مشرف للمرأة، والابتكار والتأثير الإيجابي، وتنمية الوعي العقاري، ومن ثم خلق فرص استثمارية ناجحة للراغبين في دخول هذا الميدان. وقالت مريم: «سعيدة بهذا النجاح الذي أنجزناه في قطاع ريادة الأعمال في الإمارات، والذي يعكس مدى اهتمام وحرص القيادة الرشيدة على دعمنا وتحفيزنا بجميع الطرق، وصولاً إلى تحقيق كل هذه النجاحات».

وأضافت: «لم يكن قرار دخولي المجال العقاري سهلاً، في ظل هيمنة الرجال عليه، ما تطلب مني مجهوداً مضاعفاً، ولكن بفضل الاستثمار في الذات من الناحية المعرفية والتعليمية من أجل مراكمة الخبرات، والتحليل، وتبني أفضل الممارسات، تمكنت من تحقيق قفزات في القطاع وصولاً إلى منصات (السوشيال ميديا)، وطرح تجربة المؤثرة العقارية، وأول إماراتية بعلامة شخصية في المجال العقاري، الذي لاقى نتائج إيجابية ورواجاً، بما طرحه من مصداقية وشفافية وقيمة مضافة في المجال دون أي تحيز، تلبية لحاجيات العملاء، ما عزز نجاحاتي»، وتابعت: «فتحت شركتي الخاصة للعقارات لأنجح مع مرور الوقت وجودة الخدمات التي أقدمها، في تكريس اسمي في السوق.. والأهم من ذلك اليوم، إدارتي لمحافظ استثمارية للعملاء، وهذا لا يقدم إلا عن طريق دراسات وتنبؤ بالإحصاءات والمؤشرات الحالية والمستقبلية لأسواق الإمارات المختلفة لمقارنتها بأسواق الشرق الأوسط، إضافة إلى مشاركتي حالياً بالرأي في مؤتمرات عقارية دولية في المجالات المالية والاستشارية والتجارية في المجال العقاري التي أضيفها إلى تقديم دورات في مهنة الوساطة العقارية وسبل دعم نسب التوطين فيها».

السياحة والسفر

من جانبها، نجحت الإماراتية مريم المهيري في اتخاذ القرار الصعب، وسلك نهج مغاير في حياتها المهنية، وذلك عبر التوجه نحو مجال السياحة والسفر، متمسكة بقدرتها السريعة على استيعاب أسرار المجال ومتطلباته، ومتحدية الصعوبات التي واجهتها في مجال السفر والسياحة للانطلاق بجدارة في تحمل مسؤولية المدير التنفيذي لشركة متخصصة تنافس بقوة حالياً في المجال بالإمارات.

وحول هذه الخطوة، ومفاتيح نجاحها، قالت مريم المهيري: «لا أنكر فخري اليوم بعد 15 عاماً أمضيتها في هذا المجال الصعب، بالتصدي للعقبات برؤية منفتحة على جميع الخيارات، وإيمان بأن سوق السياحة في الإمارات قادرة على استيعاب التنوع والوفرة، فيما أتسلح دوماً بالصبر والعزيمة والاجتهاد في استيعاب تفاصيل ومتطلبات السوق واحتياجات العملاء، وفي الاهتمام بالجودة والتميز، ثم بناء شراكات قوية لتقديم خدمات متكاملة وتجارب سياحية فريدة ترضي العملاء».

وأضافت: «تحدوني سعادة لا توصف اليوم بثقتي بقدراتي ومثابرتي في بناء علاقات مهنية ناجحة داخل الإمارات وخارجها، عززت من الوجود النسائي في هذا المجال الذي يهيمن عليه الرجال، الأمر الذي حرصت على توظيفه ليكون نقطة قوة وليس تحدياً، من خلال إظهار قدرتي على تقديم خدمات مميزة وتفهم احتياجات العملاء بشكل مختلف، ما أعطاني ميزة تنافسية فريدة في المجال».

الموضة والأزياء

انطلاقاً من دبي، راهنت رائدة الأعمال والمصممة الإماراتية سحر كرسمتجي، على شق طريق العالمية من بوابة علامتها للحقائب والإكسسوارات التي منحتها مبتكرتها اهتماماً استثنائياً بالجودة، والمواد الصديقة للبيئة وتجارب الاستدامة، وصولاً إلى مراحل تنفيذها على أيادي كبار الحرفيين ذوي السمعة العالية، وأصحاب الشهادات المعتمدة في استخدام المواد العضوية، الذي أضافته سحر كرمستجي لحرصها الدقيق على تقديمها لجمهور نخبوي يقدر قيمة القطع الفنية.

وأوضحت: «على الرغم من أن جميع التجارب لم تكن ناجحة، ولكنها خدمتني وعلمتني دروساً استثنائية ساعدتني على اكتساب مهارات جديدة دعمت بها بمسيرتي في ريادة الأعمال»، ناصحة «كل فتاة طموحة ترغب في دخول المجال وتحلم بالنجاح بأن تنتهز كل الفرص، وتتخطى جميع مخاوفها، لأن الخوف عدو النجاح، كما أنصحها بالانفتاح على تجارب رواد الأعمال الناجحين لاستلهام قصص نجاحهم والتعلم من خبراتهم وصولاً لتحقيق أحلامها».


بصمة فارقة في الزراعة

 مريم الجنيبي.

متسلحة بدرجة الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال، نجحت المهندسة الزراعية الإماراتية، مريم الجنيبي، في تسجيل بصمة فارقة في مجال الاستدامة الذي اجتذبها، مراهنة على تحويل «الرمال» إلى «تربة خصبة»، ومساهمة باقتدار من خلال مشروعها الطموح «نبتة» في بناء مجتمع واعٍ بقيمة الزراعة المستدامة وممارساتها، ومسجلة مع مرور الوقت تحولاً جذرياً في مجال الزراعة في الإمارات، وفي جهود الارتقاء بالثقافة الغذائية للناس عبر تشجيع الزراعة المستدامة.

. دولة الإمارات توفر بيئة مثالية لتشجيع النساء وتمكينهن في كل الميادين.

. بنات الوطن يقدمن مشاريع مبتكرة، تسهم في تعزيز مكانة الدولة كبيئة حاضنة للإبداع.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.