استبعدت الإعلامية ومذيعة الأخبار في قناة الأخبار في تلفزيون دولة الكويت سارة فرحان النومس، أن يكون الانتماء للوظيفة هدفه الأكبر الراتب، مؤكدة أن الانتماء الأعظم للدين الإسلامي ثم للوطن. وأضافت، في حوارها مع «عكاظ»، أن نشأتها في منطقة الصباحية في محافظة الأحمدي أثرت في مسيرتها من خلال العادات والتقاليد التي زرعت فيها حب التواصل مع الأهل والجيران، وتستذكر النومس حرص والدها (رحمه الله) على المحافظة على الصلاة خصوصاً أنه لم يكن يوماً يأمرها بشيء وإنما «يحببها» بأسلوب جميل، وكان يحرص كثيراً خصوصاً على صلاة الفجر، وأشارت إلى أن أكثر شيء يستهويها في رمضان القراءة، خصوصاً تلاوة القرآن الكريم الذي تختمه في الشهر الفضيل مرتين كما يستهويها الرسم.

ساعة غير موثقة

• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟

•• بالنسبة للساعة صعبة جداً لأنها غير موثقة، وحاولت آخذ الإجابة من أشقائي ووالدتي لكن للأسف لا يتذكرون، وفكرت آخذ شهادة الميلاد ربما يكون مذكوراً فيها لكني نسيت الموضوع، ولم أذهب، ولكن الحمد لله أن التاريخ موثق.

• أي موسم وُلدتِ فيه؟

•• في العاشر من تشرين الأول من العام 1987.

• ماذا يعني الانتماء لمحافظة أو مدينة أو مهنة؟

•• سؤالك جميل لأني أسأل نفسي كثيراً عن الانتماء، واستبعدت أن يكون الانتماء لوظيفة لأن الهدف الأكبر لكل موظف هو راتبه، أحب وطني والمنطقة التي أسكن فيها، لكن وجدت أن الانتماء الأعظم هو للدين الإسلامي، كل واحد يقول الحمد لله أنني وُلدت على الإسلام ولكن هل بحث في الإسلام؟ عند البحث فيه وبتعمق سيجد أسمى أنواع الانتماء أن يكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة، والدين هو الممثل لي، والله هو إلهي.. الانتماء الأسمى الذي يهدف فيه كل إنسان لرضى ربه والفوز بدنياه وآخرته هذا هو الانتماء بالنسبة لي.

الآن استوعبت خوف الآباء

• هل نشأتِ في بيئة قروية، وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟

•• نشأت في منطقة الصباحية في محافظة الأحمدي التي يكثر فيها القبليون، لذا نشأت وتربيت في عادات قبلية جميلة، ربما في بدايتي كنت أنزعج من خوف العوائل الشديد على بناتهم ما دفعني للمقاومة، ولكن اليوم وعندما تخطيت الثلاثين من عمري استوعبت هدف ذلك الخوف، وكيف للأخ أن يكون محيطاً بشقيقته لا لغرض محو شخصيتها وإنما لحمايتها والخوف على مشاعرها، منذ طفولتي وأنا أرى حرص الجيران على بعضهم، رحابة وسعة صدورهم، وتغاضيهم عن السلبيات، اليوم تجد قضايا في المحاكم بين الجيران بسبب ركن أحدهم في مواقف السيارات عند جاره، أيضاً طفولتي كنت ألعب مع شقيقاتي وأبناء الجيران في «البراحة» المقابلة لمنزلنا، وتجمع النساء.. أمي وجاراتنا والجلوس على سجادة في «البراحة» يشربن الشاي ويتحدثن، كان الأمر مريحاً وآمناً، لم يكن هناك أي خوف، واليوم تجد «البراحة» خالية من البشر ولا أحد يبقى في الخارج، تلك الصور لا تزال باقية في ذاكرتي.

طبق ورق العنب

• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟

•• أتذكر أنني كنت أعتقد أننا نأكل عندما نضع آخر طبق على السفرة، لدرجة أنني في يوم أكلت ورق عنب واستشاطت أختي غضباً وأن عليَّ انتظار الأذان وادعيت أنني نسيت والحقيقة أنني لم أكن أستوعب ذلك، وكان هذا الموقف هو الذي علمني أن موعد الإفطار هو عند قدوم أذان المغرب.

• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟

•• والدي كان رجلاً محافظاً جداً على دينه وسنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ولم يكن يوماً يأمرنا بشيء وإنما «يحببنا» بأسلوب جميل، وكان يحرص كثيراً وخصوصاً على صلاة الفجر بأن نصليها على الرغم من حبنا للنوم وشعورنا حينها بالتعب، وعندما صمت في طفولتي كان شيئاً طبيعياً ولم يظهر الفرحة وإنما شعرت حينها أنني كبيرة وناضجة مثلهم، وكانت فرصة لأن أنقص وزني.. كنت طفلة سمينة.

• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟

•• اعتدنا في الكويت على الطبخ كثيراً في الفطور، فتجد جميع الأصناف في وقت الفطور، لم نكن نرمي باقي الطعام وإنما كنا نتسحر ما تبقى من طعام الفطور وما زلنا والحمد لله.

أنا المدافعة عن الفتيات

• ما النشاط المنزلي الذي كنتِ تُكلّفين به؟

•• بصراحة لم تكن عندي مهمة، فعندي شقيقات أكبر مني كُنّ يطبخن وينظفن المنزل، كنت طوال وقتي أقرأ الكتب وأرسم وأقوم بعمل الضجة والإزعاج.

• أي فرق أو ميزة كنتِ تشعرين أنك تتميزين بها عن أقرانك؟

•• كنت نشطة كثيراً، فكنت أحب الرسم والكتابة والقراءة وتقديم البرامج الإذاعية في المدارس، أيضاً كنت فتاة طويلة وسمينة وطيبة فدائماً ما كانت الفتيات ينظرن لي على أنني مدافعة عنهن، حقاً كنت أدافع ولم أكن أشعر بالحرج أو الخوف من الدفاع عنهن.

• من تتذكرين من زميلات الطفولة؟

•• كثيرات وما زلن على تواصل معي، بعضهن ظهرن بعد شهرتي، فيرسلن لي في وسائل التواصل الاجتماعي، بصراحة هنّ أجمل الصداقات التي عرفتها.

مللت من العلوم

• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟

•• لأنها أيام ولّت ولن تعود، ولو عادت لفضلنا الاستمرار في الحياة وطيّها، فمع حنيننا للماضي نحن نحب رؤية المستقبل.

• أين شعرتِ بحالة الانفصال عن القرية وتغير عليك النمط المعيشي؟

•• في المرحلة الجامعية، وهي المرحلة التي تفصل بين الطفولة ورعاية الوالدين والمدرسة لمرحلة الاعتماد على النفس والوظيفة.. كانت الجامعة هي البوابة للتغيير.

• متى بدأت علاقتك بالتعليم؟

•• أنا أحب التعلم وما زلت أتعلم، من الطفولة وأنا أحب الدراسة وأتفوق دائماً، في مرحلة الجامعة لم يكن يهمني التفوق وإنما التخرج والوظيفة، مللت بعض الشيء من العلوم والآن أتجه لتعلم اللغة العربية الفصحى والتحدث بها.

• ما المواقف العالقة بالذهن من تلك المرحلة؟

•• كما ذكرت كنت مزعجة واندفاعية فكنت أتشاجر مع بعض الدكاترة في الجامعة، واليوم نضجت وهدأت وعندما أعتذر منهم كثيراً يضحكون ويقولون كنتِ صغيرة وطائشة واليوم أنتِ أكثر نضجاً. لا أنسى تلك المواقف ولا أنسى ردود أفعالهم التي يجب أن تكون في كل معلم ومدرس.

جدولي محدد

• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟

•• كنت أسأل سابقاً لماذا يحزن الناس عند رحيل رمضان؟ لم أكن أشعر سوى بالجوع والتعب ولم يكن عندي جدول ثابت في رمضان أكثر من حضور «الغبقات» والتجمعات العائلية. واليوم الحمد لله أصبحت أضع جدولاً ثابتاً للثلاثين يوماً من رمضان ودائماً ما أقول ربما هذا آخر رمضان في حياتي فيجب عليّ الاجتهاد، لا آخذ إجازة من العمل في رمضان، ٦ ساعات عمل ثم أعود للمنزل أحرص على قراءة القرآن لختمه مرة أو مرتين، أضع أيضاً خطة لخدمة الناس في رمضان، وبعد الفطور أصلي التراويح في المنزل، سابقاً كنت أذهب للمسجد ولكن وجدت السكينة والخشوع أكثر عندما أصلي في المنزل، تقوم عمتي سنوياً في يوم واحد من رمضان بجمع العائلة كي نسلم على بعض لكي لا نهدر أيام رمضان بكثرة الزيارات وهذه خطة جميلة منها، لم أعد أحضر «الغبقات»، وعندي جدول لأيام محددة إذا كان عندي تصوير برنامج تلفزيوني في قناة الأخبار.

• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرصين على أن تكون على مائدتك الرمضانية خصوصاً المحلية؟

•• أحب الهريس خصوصاً باللحم وإذا كثر السمن والدارسين، أحب الفتة وورق العنب.

• هل تتابعين برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي؟

•• للأسف لا، على الرغم من عملي في التلفزيون والإذاعة فأنا لا أتابع التلفزيون ولا الإذاعة خصوصاً في رمضان.

• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟

•• سؤال جميل، عندما كنا نجمع الأصدقاء ونتعاهد على أن نبقى أصدقاء للأبد لم نكن نعي حقاً أهمية حياتنا، وانشغالنا، أي صديقة تتزوج لا أزعجها بالمكالمات أو طلب اللقاء إلا إذا هي طلبت مني ذلك، كثرة مصالح الإنسان والتغيرات في حياته تضعف علاقته بالناس، أيضاً فكرة التعلق بالصديق جداً خاطئة، أيضاً المواقف تثبت الصديق الحق، كانت تقول والدتي ستعرفين الصديق الحقيقي في الشدة لا في وقت سعادتك، وحقاً ففي الشدة يصعب على الأصدقاء المزيفين أن يشدّوا من أزر الإنسان، ولكن في وقت السعادة فالجميع مستعد للحضور للاستمتاع بالوقت.

ليس كل ما يلمع ذهباً

• ما حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر، واللون الذي تعشقين؟

حكمتي: ليس كل ما يلمع ذهباً.

والشعر الذي أحبه هو:

وافعل الخير ولا تمنن به

إنما المن كحرق للشجر

واسمعن يا صاح مني درة

فاعل المعروفِ ما قط خسِر

لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل؟

•• لا أتابع الرياضة للأسف ولكني أشارك من يتابع الرياضة بسماع الآراء فقط.

• أي قصيدة ترين أنها توزن بماء الذهب؟

•• تفاءل بما تهوى يكن

فلقلما يقال لشيء كان إلا تحققا.

• أي زمن أو عصر كنتِ تتمنين لو أنكِ عشتِ فيه؟

•• زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أعتقد في زمنه كانت المرأة المسلمة قوية جداً.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.