شيدت قلعة شمسان بتصميمها الأخير قبل أكثر من 100 عام تقريباً، وكانت تمثِّل خط الدفاع الأول عن المدينة في حقب زمنية متتالية، وتتميز بالأسلوب والفنون المعمارية التقليدية، ومرّت القلعة بالعديد من عمليات التطوير من قبل القائمين على العمل والمهتمين بالعناية بالآثار في المملكة، شملت ترميم الأجزاء المتهالكة بها، إضافة إلى بناء المرافق الخدمية الأخرى للقلعة، منها المقاعد المخصصة للجلوس، وتطوير الطرق المؤدية إليها، وتركيب الأعمدة التي تعمل على إنارة المنطقة، وممرات المشي، والشوارع المحيطة. وحرصت إدارة تطوير وترميم قلعة شمسان على تزويد مواقف سيارات تستوعب السيارات الخاصة بزوار القلعة التاريخية. وتحمل القلعة البُعدين التراثي والسياحي، خصوصاً بعد إعادة تأهيلها، لتكون نافذة على حقبة من تاريخ المنطقة، ومعلماً معمارياً لفنون العمارة التقليدية.

يذكر، أن منظر قلعة شمسان القديم يلفت الأنظار إليها، في كافة الأجزاء والمعالم الأثرية في القلعة، كما تعد شاهداً على التاريخ العسكري الذي يميّز هذه القلعة، ويصف طرق الحماية التي كانت تتم داخل أسوارها. وتهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية من إقامة المهرجان في المناطق التاريخية والتراثية بمدينة أبها، إلى تقديم الموروث السعودي بفنونه المختلفة وتسويقه عالمياً، إضافة إلى جذب الاهتمام العالمي وإبراز جهود المملكة في الاهتمام بالإرث الثقافي، وثقافة الشعوب، وتثبيت التقاليد التي تعد مكوناً رئيسياً للمجتمعات.

بُنيت قلعة شمسان بين عامي 1331هـ و1337هـ، على قمة جبل شمسان (2,300م فوق سطح البحر)، لتقوم بحماية الطريق القادم من عقبة شعار شمالاً، الذي يُعد الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة أبها بالمناطق الشمالية، واستمرت القلعة في خدمة الغايات العسكرية، وتحتضن قلعة شمسان مدينة أبها وتتبوأ ربوة جبل متوسط الارتفاع يبلغ طوله 90 متراً وعرضة 50 متراً، تحتوي القلعة على ثلاثة أبراج دفاعية في ثلاث زوايا فقط بينما المعتاد أن يكون عدد الأبراج أربعة في كل زاوية، ويلحظ أن كل برج يختلف عن الأبراج الأخرى من ناحية الشكل المعماري، ومن الملفت أن نمط البناء مشيد بألواح حجرية ما تزال قائمة حتى الآن، وبها مجموعة من الأدوات الحجرية والصوانى بأحجام وأشكال مختلفة تتميز بإتقان صناعتها وتاريخها الذي يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد سقط أغلب أسقف القلعة نتيجة فعل بعض الأهالي حين نزعوا عروق الأشجار المحاطة للأسقف، إذ يعمدون إلى تسقيف منازلهم بهذه الأشجار، ولم تسلم من حجرات القلعة سوى حجرة واحدة، وقد امتاز تسقيف القلعة بجذوع أشجار العرعر المنتشرة في الغابات الغربية لجبال عسير السراة التي يبلغ طولها 7 أمتار.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.