قامت رولا خلف، رئيسة تحرير Financial Times، باختيار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. وقد أشارت خلف إلى تأثرها العميق بلوحة زرقاء أحسها في نافذة إحدى المعارض في دوسلدورف عام 1957، توقفت أمامها وتأملتها، وشعرت بلمسة في الروحية والعقلية عبر اللون. ولكنها لم تلتقي بالفنان الذي رسمها حتى بعام من ذلك الحين، عندما كانت تعمل كجليسة أطفال للفنان آرمان وعائلته في نيس بفرنسا، وتم تقديمها ليف كلاين، الذي لمح موهبتها في فهم الفن. كان لها تأثير كبير علىها، الرجل الجميل والموجودة بينهما تجولت بحرية كالتصاق الروح والعقل. وبعد وفاته في عام 1962 عن عمر يناهز 34 عاما، شعرت أن مدة وجودها معه تعادل حياة تستمر مئة عام بسبب ثرائها وامتلائها.

وتعكس العلاقة بين رولا ويف كلاين انسجاما تاما وتفاهما دون الحاجة إلى الكلام لتبادل الافكار والأفكار. وكان ويف إنسانا محترفا جدا، ذلك الانضباط الذي اكتسبه من تعلمه للجودو في اليابان. وكان يعلمها أهمية الترتيب والانضباط من خلال ترتيب الأحذية وعدم رميها في أي مكان. وكانت رولا ترى في يف شخصية مقدسة، أعلى درجة في الفن، وكانت تحترمه كثيرًا. وكلما عمل يف كان له نوع من الروتين والتكرار للبحث عن الكمال. وكان يعلمها كيف تعبر الروح بدون الحاجة للكلام كما هو الحال في المسرح عندما يدخل الممثل الرئيسي اللقطة ولا يفعل شيئا فقط يظهر ويعبر. وقد كانت تجده هناك بجواره دائما.

أثناء عمل ويف، كان يعزف سيمفونيات من موزارت وبيتهوفن وواغنر، تماما كالاحتفال عندما تكون النماذج مغطاة باللون الازرق وتعمل معه على الأرض. وكانت تشعر بالموسيقى الموجودة في اللوحات. وكان لها خبرة عاطفية كبيرة لأول مرة في عام 1958 عندما شهدت “ختام الوتر الواحد”، الذي يعتبر عرضًا أوركستراليًا للوتر الواحد لمدة 20 دقيقة تليها 20 دقيقة من الصمت. وشعرت بأهمية الهدوء وكونه جزءًا من التجربة. وكان يف خبيرًا في فهم الروحانية وما يمكن أن يعبر عنه الجسد دون الحاجة للكلام، وهو ما كانت تستمتع به رولا.

ويعبر بقاء المعرض Yves Klein and the Tangible World في Lévy Gorvy Dayan حتى 25 مايو عن الرغبة في تحفيز الجيل الجديد على استكشافه وتجربته بأنفسهم بدون إفصاح عن تفاصيل العمل. ويرى رولا أن التفاعل المباشر مع الأعمال الفنية هو المفتاح لاكتشاف الروحانية التي يخلقها يف كلاين. لذا فإن القصة التي شاركتها رولا تعبر عن رحلتها مع هذا الفنان العظيم الذي ترك بصمته في عالم الفن وعلى قلبها شخصيا.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.