أنا أعشق إيطاليا بشكل لا حصر له لعدة أسباب مختلفة، ولكن لا أحب الطريقة التي يقَوم بها العديد من الأمريكيين بتخطيط رحلاتهم إلى هناك. تظهر الدراسات المتعاقبة أن إيطاليا هي الوجهة الحلم رقم واحد للمسافرين الترفيهيين في الولايات المتحدة، ولكن الطريقة التي يحصل بها هؤلاء المسافرين على المعلومات والنصائح تسبب لي ليالي مصاعب مستديمة.
خلال السنوات الماضية، لقد سمعت الناس يقولون مرارًا وتكرارًا “أُخبرت بالقيام بذلك في إيطاليا”، أو “أُخبرت بعدم القيام بذلك في إيطاليا”. من قبل من؟ “صديق”. لدي أصدقاء قريبين قاموا مؤخرًا بتخطيط رحلتهم البالغة 12 يومًا بناءًا على نصيحة زوجين آخرين عرفوهما بعد زيارتهما الأولى. لقد سمعت عن العديد من الناس الذين تخلوا عن روما لأنها “مزدحمة جدًا، مثل أي مدينة كبيرة أخرى”. أو تخلوا عن البندقية، واحدة من أروع الوجهات في العالم، لأنهم قالوا: “سمعنا أنها مكان سياحي”.
تستمر القائمة، لكن يكفي أن أقول إنني قد زرت إيطاليا حوالي اثنين وعشرين مرة، صيفًا وشتاءً، من أجل الطعام والنبيذ ورياضة التزلج والغولف والمشي وركوب الدراجات، والكثير من النبيذ، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وحتى الجزر أيضًا، وأعرف الكثير عن المأكولات الإيطالية، لكنني مازلت أستفسر من خبراء حقيقيين في كل مرة أذهب فيها. أطلب تحديدًا النصيحة بشأن أماكن الطعام، وما يجب مشاهدته، ومن يجب اختياره كدليل. وبواسطة الخبراء، أعني الأشخاص الذين يعيشون في إيطاليا، ويتخصصون في مجالات معينة من السفر، ويعرفون موضوعهم جيدًا.
“نحصل على العديد من الضيوف كل عام يرغبون في الاسترخاء الحر”، تقول تشيري مور، صاحبة شركة My Bella Vita Travel. انتقلت مور إلى كالابريا قبل عقدين من الزمان بعد أن وقعت في حب المنطقة خلال زيارة، وفتحت نزلًا صغيرًا للإقامة وتعلمت عن ما كان يبحث عنه زوارها. تتخصص شركتها الآن في تخطيط الرحلات، خاصة رحلات النباتين والأنساب إلى المنطقة في جنوب إيطاليا حيث يعود العديد من الإيطاليين الأمريكان إلى نسبهم. “يقولون، ‘جيراننا توجهوا إلى مسقط أسرتهم وكان الأمر رائعًا،’ أو ‘أصدقاءنا ذهبوا إلى إيطاليا العام الماضي وقالوا بأننا لا نحتاج سائقًا.’ يمكنك حقًا استئجار سيارة والانتقال إلى مسقط عائلتك، ولكن تلك التجربة تختلف كثيرًا عن وجود سائق مخصص ومتخصص في الأنساب قام بإجراء البحوث حول تاريخ عائلتك، وحدد بالفعل المنزل الذي ولد جده فيه، وقام بترتيب لقاءات مع السكان المحليين عند وصولك.”
