13/2/2025–|آخر تحديث: 13/2/202502:47 م (توقيت مكة)
اقتربت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات في قاعة الصداقة القريبة من القصر واحتدام المعارك قرب جسر سوبا شرق الخرطوم، وفي حين يعاني النازحون في المخيمات ظروفا معيشية قاسية، سقط عشرات القتلى والجرحى في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم بولاية شمال دارفور.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن قاعة الصداقة التي تبعد أقل من كيلومترين غرب القصر الرئاسي وسط الخرطوم شهدت انفجارات ضخمة نتيجة اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبحسب المصدر فإن الجيش يعمل من أجل السيطرة على القاعة الخاضعة لسيطرة الدعم السريع إلى جانب بعض الأبنية والتقدم نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم، وقد شوهدت أعمدة دخان تتصاعد من القاعة.
وذكرت مواقع إخبارية سودانية نقلا عن مصادر عكسرية أن قوات الدعم السريع خربت وأحرقت مساء أمس الأربعاء مبنى قاعة الصداقة، وبحسب المصادر فقد فعلت قوات الدعم السريع ذلك حتى تحجب الرؤية عن قناصة الجيش الموجودين في منتزه المقرن وموقع برجين في المنطقة من أجل التغطية على قواتها المنسحبة من جزيرة توتي وبرج الفاتح في الخرطوم.
كما أفاد مراسل الجزيرة بارتفاع وتيرة المعارك وسط الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أيام من الهدوء الحذر، وكان الجيش خلالها يعمل على التقدم نحو العاصمة من الجنوب والشرق، عبر محور جياد وصولا إلى الباقير والمدخل الغربي لجسر سوبا ومحور شرق النيل وصولا إلى المدخل الشرقي للجسر.
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إن عناصرها يخوضون معارك ضد ما سمته “جيش الفلول”، في إشارة إلى الجيش السوداني، في منطقة “عد بابكر”، أقصى شرق محلية شرق النيل بولاية الخرطوم.
استهداف النازحين
على صعيد آخر، قالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان إن مخيم زمزم للنازحين جنوبي مدينة الفاشِر عاصمة ولاية شمال دارفور تعرض لهجوم من قوات الدعم السريع بدأ منذ يوم الاثنين، ولا يزال مستمرا.
وأضافت المنسقية، في بيان، أن الهجوم على المخيم أدى إلى عشرات القتلى والجرحى. وأدانت المنسقية بأشد العبارات ما سمتها الجريمة البشعة في مخيم زمزم، والانتهاك الصارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر إن قوات الدعم السريع صعدت من هجماتها ضد معسكرات النازحين في دارفور، بما في ذلك معسكر زمزم للنازحين، وأكد أن الحكومة تدين بشدة “الحوادث المأساوية المتكررة” التي يتعرض لها النازحون في معسكر زمزم وغيره من المواقع “من حرق وتدمير للممتلكات”.
وطالب الإعيسر بتصنيف قوات الدعم السريع “تنظيما إرهابيا وفقا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم مثل هذه الأفعال التي تهدد سلامة النازحين وكرامتهم الإنسانية”، وحث المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية “على تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الانتهاكات الخطِرة”.
من ناحيته استنكر مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام في بيان صحفي ما وصفه بـ”الصمت الدولي المريب” في “حملة الإبادة الجماعية ضد غالبية مواني دارفور”، التي ترتكبها “مليشيا الجنجويد الإرهابية”، على حد قوله.
وأضاف أن “المليشيا الإجرامية” قتلت في هجومها على معسكر زمزم الثلاثاء وأمس الأربعاء عددا كبيرا من النازحين، وكانوا يمنعون الفارين من القتل من مغادرة المعسكر، كما “أحرقوا الأسواق ومستودعات الغذاء والمياه ونقاط الخدمات الصحفية الأولية عندما أُجبروا على الانسحاب”، بحسب البيان الصحفي.
وأشار البيان كذلك إلى أن هناك تقارير تتواتر “عن تمادي المليشيا الإرهابية في جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النازحين في أنحاء أخرى من دارفور مثل معسكر كلمة بجنوب دارفور”.
I am shocked by the attacks on Zamzam IDP camp and the blockages of escape routes, endangering the lives of civilians amid lack of treatment for the injured. IDPs are reportedly fleeing from Zamzam to other parts of Al Fasher, sheltering in open spaces & abandoned houses.
— Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) February 13, 2025
وفي الإطار ذاته عبرت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية بالسودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في تصريح على منصة إكس اليوم، عن صدمتها من “الهجمات على مخيم زمزم للنازحين وإغلاق طرق الهروب، مما يعرض حياة المدنيين للخطر في ظل عدم توفر العلاج للمصابين”.
وقالت إن التقارير تشير إلى أن النازحين يفرون من مخيم زمزم إلى أجزاء أخرى من الفاشر، ويلجؤون إلى الأماكن المفتوحة والمنازل المهجورة.
ويواجه أكثر من 100 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، فروا من جحيم الحرب في السودان ظروفا معيشية قاسية في مخيمات النازحين بولاية الدمازين، ويعاني هؤلاء نقصا حادا في المأوى والغذاء رغم مساعدات المنظمات والجهات الحكومية.