أثارت تصريحات وزارة الدفاع البولندية بخصوص تقديمها طلبًا للمشاركة في برنامج يسمح بنشر الأسلحة النووية الأميركية على أراضيها جدلًا واسعًا في القيادة والمجتمع البولندي، حيث أشارت صحيفة فزغلياد الروسية إلى أن تلك الخطوة أثارت انزعاجًا في أوساط المجتمع بمختلف تياراته. يدور الجدل حول مسألة “التشارك النووي” التي تسمح للولايات المتحدة بمشاركة قدراتها النووية مع دول حلف الناتو التي لا تمتلك هذه الأسلحة.

ومن خلال مسح أجراه علماء اجتماع بولنديون، تبين أن 36.4% من المشاركين يقيمون فكرة وضع الأسلحة النووية في بولندا بشكل إيجابي، بينما يرى 31.9% آثارًا سلبية لهذا القرار، ويظل 19% محايدين تجاهه. وفي هذا السياق، فإن اتجاهات السياسيين البولنديين تختلف، حيث اعتبر وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي أن تصريحات الرئيس بشأن الأسلحة النووية تشكل تهديدًا للأمن الروسي.

وفي إطار الانقسامات الداخلية في بولندا، تبين أن تصريح الرئيس البولندي أندريه دودا لم يقسم فقط الشعب بل أيضًا الحكومة، حيث انتقدت وزارة الخارجية قرار الرئيس وأعربت عن خشيتها من تداعياته، محذرة من انتقام روسيا. وتحذر وزارة الخارجية الروسية من أي تحرك قد يؤدي إلى تصعيد الوضع وتهديد الأمن الإقليمي.

وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن المحافظين البولنديين يرون في الأسلحة النووية الأميركية وسيلة لحماية بولندا من التهديد الروسي، بينما يعتبر الليبراليون هذا القرار عامل تصعيد قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق بين روسيا والناتو. وعلى الرغم من ذلك، يؤكد المحافظون في الحكومة البولندية على ضرورة الحصول على هذه الرؤوس الحربية النووية.

إلى جانب ذلك، أيد الرئيس الليتواني اقتراح نظيره البولندي، مؤكدًا أن نشر الأسلحة النووية في بولندا لا يعد تحريضًا على الحرب واعتبارا تهديدًا لروسيا. وبهذا يبدو أن قضية الأسلحة النووية تستمر في تشبث البعض بها كوسيلة للدفاع والردع، بينما يحذر آخرون من أنها قد تفتح بابًا لتصعيد الوضع وتهديد السلم الإقليمي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.