قال وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات محمد بن عبدالله القرقاوي، إن دولة الإمارات تخصص سنويا 1.5% من ناتجها المحلي للإغاثة والدعم التنموي.

وأضاف خلال كلمته الافتتاحية ضمن أعمال اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات في دبي ، أن العالم مقبل على تحولات غير مسبوقة خلال الـ25 عامًا القادمة، ستعيد تشكيل الاقتصاد، والتعليم، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، وحتى مستقبل البشرية ذاته.

وأوضح القرقاوي أن عدد سكان العالم سيصل إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، حيث سيكون النمو السكاني الأكبر في قارتي آسيا وإفريقيا، مما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التنمية المستدامة والموارد. 

سكان العالم 

وأضاف أن أكثر من 20% من سكان العالم سيكونون فوق سن الـ60، مقارنة بـ10% فقط في عام 2000، وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى جاهزية الأنظمة الصحية والاجتماعية والتقاعدية لمواكبة هذه التغيرات الديموغرافية.

الروبوتات والتعليم ومستقبل العمل

تطرق القرقاوي إلى التطور التكنولوجي المتوقع خلال العقود المقبلة، مشيرًا إلى أنه بحلول 2050 سيخدم البشر أكثر من 20 مليار روبوت، وهو ما سيؤثر بشكل جذري على طبيعة العمل والاقتصاد. 

وأضاف: “السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستظل الجامعات ونظام الـ12 عامًا دراسيًا ضرورية، أم أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستساهم في إعادة تشكيل قطاع التعليم بطرق أكثر كفاءة وأقل تكلفة؟”

قدرات البشر 
وأكد أن المستقبل سيشهد تعزيزًا غير مسبوق لقدرات البشر العقلية والجسدية، مما قد يجعل الإنسان كائنًا خارقًا بيولوجيًا وتقنيًا، قادرًا على حل المشكلات المعقدة والتنقل بسرعة غير مسبوقة، وهو ما قد يؤدي إلى اكتشافات واختراعات تغير شكل الحياة كما نعرفها.

تغييرات في المشهد الجيوسياسي

من الناحية الاقتصادية، استعرض القرقاوي أبرز التحولات التي شهدها العالم منذ بداية الألفية، حيث ارتفع حجم الاقتصاد العالمي من 34 تريليون دولار في عام 2000 إلى 115 تريليون دولار في 2024، فيما قفزت التجارة العالمية من 7 تريليونات دولار إلى 33 تريليون دولار.

كما أشار إلى الصعود الاقتصادي الكبير لكل من الصين والهند مقابل تراجع بعض الدول الصناعية الكبرى، مما يعيد رسم المشهد الجيوسياسي والاقتصادي للعالم.

مستخدمو الإنترنت 

أما فيما يتعلق بالتكنولوجيا، فقد لفت القرقاوي إلى أن نسبة مستخدمي الإنترنت ارتفعت من 7% من سكان العالم عام 2000 إلى 60% اليوم، أي ما يقارب 5 مليارات شخص، فيما تضاعفت قيمة العملات الرقمية من الصفر إلى 3 تريليونات دولار، مؤكدًا أن التحولات الرقمية أصبحت العامل الأساسي في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.

الحروب والنزاعات

استعرض القرقاوي أبرز الأزمات التي عصفت بالعالم خلال الـ25 عامًا الماضية، بدءًا من هجمات 11 سبتمبر في 2001، مرورًا بالحروب في أفغانستان والعراق، والأزمة المالية العالمية، وصولًا إلى جائحة كورونا في 2020، والحرب في أوكرانيا، وحرب غزة. 
وأشار إلى أن هذه الصراعات تسببت في وفاة أكثر من مليوني شخص وتشريد 120 مليون لاجئ، بينما انتهت 4% فقط من النزاعات باتفاقيات سلام.

خيار بشري 

وتساءل القرقاوي: “ماذا لو لم تكن الحروب خيار البشرية خلال العقود الماضية؟ ماذا لو اخترنا السلام بدلًا من النزاعات، والدبلوماسية بدلًا من المواجهات العسكرية؟ يمكننا اتخاذ قرارات أكثر حكمة تدرك أن التعايش والسلام أكثر استدامة مما تجلبه الصراعات.”

مستقبل الحكومات

فيما يتعلق بالحكومات ودورها في المستقبل، أكد القرقاوي أن الثقة في الحكومات حول العالم تراجعت إلى 52% فقط، مما يعكس الحاجة إلى إعادة بناء الجسور بين الحكومات والشعوب.

وأشار إلى أن التركيز على الرفاه الاجتماعي بدلًا من التركيز الحصري على النمو الاقتصادي يمكن أن يكون الحل لمشاكل الاستقرار العالمي، حيث أن 280 مليون شخص يعانون من الاكتئاب اليوم، مما يكلف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا.

ليست الأكثر سعادة 

وأكد أن الدول الأكثر تقدمًا اقتصاديًا ليست بالضرورة الأكثر سعادة، مضيفًا: “ماذا لو ركزت الحكومات على تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية والحفاظ على الترابط الأسري؟ من لا يتعلم من دروس التاريخ، سيكرر الأخطاء.”

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.