في المقارنة بين الأوروبيين والأميركيين، هناك اختلافات واضحة بينهما. يميل الأميركيون إلى العمل بجد أكثر، بينما يمضي الأوروبيون وقتًا أطول في الاسترخاء. الأميركيون يعملون بمتوسط ١٨١١ ساعة في العام مقارنة بحوالي ١٥٠٠ ساعة في شمال أوروبا، وصولًا إلى ١٣٤١ ساعة في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، الأميركيون يكسبون بمتوسط أعلى من الأوروبيين بسبب إنتاجيتهم العالية. على العكس، الأوروبيون يفضلون قضاء وقت فراغهم بدلاً من تحقيق الثروة.

مع تقدم الاقتصاديات، اختار الأميركيون المال أكثر، بينما بقي الأوروبيون مخلصين للاتجاه التاريخي. وعلى الرغم من تفضيل البعض للحصول على المزيد من المال، يوجد العديد الذين يفضلون الحصول على وقت حر. الجميع لديه أولوياتهم الخاصة، وتعد الولايات المتحدة هي البلد الوحيد من بين الدول الأوروبية التي يعدل فيها الناس بين العمل والحياة الشخصية بصورة كبيرة. يصر الأميركيون على تحقيق النجاح بصورة فعالة أكبر، لكن الكثير منهم ينتهي بالتعب والشقاء.

منذ ١٨٧٠، تقلصت ساعات العمل للعاملين في دوله صناعية، وخاصة في أوروبا. ومنذ بداية جائحة كوفيد-١٩، تقلصت ساعات العمل في أوروبا أكثر. تريد الأجيال الشابة القضاء المزيد من الوقت مع أسرهم، كما أن رغبتهم في تقليل ساعات العمل تزايدت بشكل مستمر. يعبر هؤلاء الشباب عن رغبتهم في الاسترخاء وقضاء الوقت بطريقة أكثر متعة وسلام.

على الرغم من تفوق الولايات المتحدة ببعض الجوائز الكبرى، إلا أن العديد ينتهون بالتعب والاكتئاب ورغم ذلك، يبقى الأميركيون يعبرون عن تفاؤلهم تجاه وظائفهم بشكل أفضل من الأوروبيين. البيئات العملية في أميركا لا تدعم التحفز والإبداع، مما يؤثر على سعادة العمال. يعتبر النموذج السويدي النموذج الأفضل للرفاهية الإنسانية مقارنة بالنماذج الأخرى التي جربتها المجتمعات الصناعية.

لطالما شوهدت الحياة الأوروبية بأنها غير قابلة للاستدامة، وأن الدول الأوروبية ستواجه الكساد وسيتعين عليها أن تعمل مثل الأميركيين. ومع ذلك، الوقائع تؤكد خلاف ذلك. تُظهر الإحصائيات أن الولايات المتحدة تعاني من نسبة ديون حكومية إلى ناتج محلي إجمالي أعلى من الدول الأوروبية بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الولايات المتحدة غير قابلة للاستدامة بما يتعلق بانبعاثات الكربون، حيث تستهلك المواد الاستهلاكية بشكل أكبر وتسبب ارتفاع في انبعاثات الكربون.

من الواضح أن الفارق بين الأميركيين والأوروبيين لا يقتصر على طريقة العمل، بل يتعداها إلى مؤشرات النجاح الاجتماعي والبيئي. يفوز الأوروبيون في العديد من المؤشرات، بما في ذلك السعادة والعمر الطويل وقلة الانبعاثات والديون الاجتماعية. لذلك، فإن الأوروبيين يفضلون الحصول على الوقت الحر والرفاهية على حساب المال، وهذا المفهوم لا ينال إعجاب البعض ولكنه يحقق سعادة أكبر لمعظم الناس.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.