رغم أن الحرب القائمة في غزة كادت أن تعرقل المفاوضات الغير مباشرة بين طهران وواشنطن، والتي توجت بإتمام صفقة تبادل السجناء في نهاية الصيف الماضي، فإن الجانبين حافظا على “شعرة معاوية” للحفاظ على التوتر بينهما. إلا أن الهجمات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة أثارت تساؤلات كبيرة حول مستقبل المفاوضات النووية. وعقب تراجع مخاطر التوتر بين طهران وتل أبيب، أكدت الخارجية الإيرانية استمرار المفاوضات من أجل إلغاء الحظر النووي.
أعلنت وكالة الطاقة الذرية أن مديرها العام سيزور إيران لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين، فيما تشير بعض التسريبات الإعلامية إلى عقد مفاوضات سرية بين إيران وأميركا في نيويورك. ووجهت الباحثة في الشؤون الدولية تحذيرا بضرورة الحفاظ على وساطات دولية لتجنب تفاقم الأمور، مشيرة إلى أن زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران توحي بوجود مفاوضات سرية.
يعتقد الباحث السياسي برأي برستو بهرامي راد أن إيران وأميركا يمكنهما أن يتوصلا إلى اتفاقات ضيقة ومؤقتة بشأن بعض القضايا الشائكة، كما رأت ضرورة مواصلة المفاوضات النووية لتجنب الخطر الذي قد يضعه مجلس محافظي الوكالة الذرية. وبالرغم من أن العديد من بنود الاتفاق النووي ستنتهي عام 2025، فإنها رأت أنه لا مصلحة لإيران بالتفريط في المفاوضات.
بينما يعتقد الباحث السياسي سعيد شاوردي أن قدرة الردع الإيرانية كانت السبب في منع تل أبيب من الرد على الهجمات الإيرانية. ورأى أن العلاقة بين إيران وأميركا مبنية على أسس مبدئية لا يمكن حلها بسهولة، كما أشار إلى أن فتوى المرجعية الدينية في إيران تحظر استخدام الأسلحة النووية ما لم تتعرض البلاد لتهديد وجودي.
أكد الخبير السياسي محمد صادق كوشكي أن الخطابين الناتجة عن التوتر بين إيران وإسرائيل لا تعكس إرادة إيران الوطنية، وأن الردع النووي لم يكن كافيا للحفاظ على الاستقرار. واعتبر أن تصريحات الخارجية الإيرانية عن استمرار المفاوضات تأتي من أجل المجاملة السياسية، مشددا على أنه لا مجال للتفاوض مع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وختم محمد صادق كوشكي بالقول إنّ الخلاف بين إيران وأميركا يبقى عميقا وغير قابل للتحليل، مشيرا إلى أن التحدي بين الطرفين سيستمر حتى تظهر النتائج. وأكد على أن فتوى المرجعية الدينية الإيرانية تحظر صنع الأسلحة النووية، ولا يمكن أن تعرض البلاد لخطر وجودي وتخالف هذا الموقف.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.