يثير الحوار حول الحاجة لرأس المال المصرفي الكثير من الجدل خلال الأشهر الأخيرة، مدفوعاً بالتغييرات المقترحة على قواعد الرقابة التي يبدو أنها ستتأثر بشكل كبير البنوك الأمريكية. لذا ذكر الكاتب الشهير أنه ثمة حاجة للتركيز على تطوير مقاييس أكثر تطوراً لضمان سلامة النظام المصرفي. يقترح الكاتب فكرة مراقبة نسبة رأس المال “القائمة على السوق” بدلاً من الرقم المتواجد في البنوك، حيث أن هذه النسبة كانت ستكون مرتفعة بشدة لدى بنوك مثل Credit Suisse و Citigroup و Royal Bank of Scotland قبل انهيارهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الرقابة أن تأخذ بعين الاعتبار ثقافة البنك وتفرض متطلبات خاصة على تلك التي تسجل “نسبة الثقافة” الضعيفة.

إذاً، النقطة الرئيسية هي أن نسبة رأس المال التقليدية غير دقيقة بما فيه الكفاية، وغالباً ما تكون مضللة كمقياس للرقابة المصرفية التي تضع الكثير من الاعتماد عليها. على الرغم من أن لها دور مهم، إلا أن تلك المعلقين الذين يدعون أن رأس المال الإضافي هو الحل لكل شيء مضللين، والبنوك التي تزعم أنها آمنة بمستوى رأس مالها الحالي غبيّة. فإن الرقابة مدينة لنا جميعاً بالتركيز على تطوير مقاييس أكثر تطوراً للحفاظ على سلامة النظام. ليس فقط الرأس المال هو المحور الوحيد لتقييم المخاطر، بل يجب استخدام مقاييس أكثر تعقيداً لهذا الغرض. فالرقابة قد تكون في حاجة لتقييم ثقافة البنك وفرض متطلبات خاصة على تلك التي تسجل نسبة ضعيفة في هذا الجانب.

يرى الرقابة أيضا أن تكون على استعداد لتطبيق تدابير أكثر ابتكارا، وذلك من خلال مكافأة أو عقوبة البنوك استناداً إلى تنوع النسب في لجان المخاطر. يمكن أن تحقق هذه التدابير نتائج إيجابية في تقليل المخاطر وتحسين الأداء المالي للبنك. هناك أيضا أدلة على تحسين نتائج المخاطر عند وجود تنوع جنسي على لجان المخاطر. إذاً، الرقابة يجب أن تكون جاهزة لفرض عقوبات أو مكافآت على البنوك استنادا إلى تنوع جنسيتها في لجان المخاطر.

إذاً، يبقى الأهم تركيز الرقابة على تطوير أساليب أكثر دقة وتطوراً للحفاظ على سلامة الأنظمة المصرفية. فالنقاش حول رأس المال البنكي لا يستطيع أن يكون حلاً شاملاً لكل المشاكل. فالرأس المال هو نحو فقط واحد في تقييم المخاطر، وليس التركيز الرئيسي للرقابة المصرفية. من المهم أن تتبنى الرقابة تدابير أكثر تقدماً لضمان سلامة النظام، وليس التحكم المباشر بمقدار رأس المال فقط.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.