كشف تقرير صادر عن خدمة كوبرنيكوس لمراقبة المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن أوروبا تواجه موجات حرارة شديدة بشكل متزايد، وأن جسم الإنسان لا يستطيع التكيف مع هذه الظروف، نتيجة لتأثيرات تغير المناخ الذي يرفع درجات الحرارة. تم التأكيد في التقرير على الظروف القاسية التي شهدتها أوروبا العام الماضي، ومنها موجة الحر التي دفعت 41% من جنوب أوروبا إلى مستوى إجهاد حراري قوي أو شديد، وهذه النسبة هي الأكبر التي تم تسجيلها في أوروبا على الإطلاق. يأتي هذا التقرير في سياق الاهتمام المتزايد بتغير المناخ وتأثيره على البيئة والصحة العامة في المنطقة.

تطرق التقرير إلى تبعات الحرارة الشديدة على الصحة، خاصة بالنسبة للعاملين في الأماكن المفتوحة وكبار السن والمرضى. فالإجهاد الحراري يقيس تأثير البيئة الخارجية على جسم الإنسان، ويراعي عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة واستجابة الجسم لتحديد درجة الحرارة “التي يشعر بها” الشخص. وبالنظر إلى الزيادة المتزايدة في حالات الإجهاد الحراري في أوروبا، يعود الضغط على النظم الصحية والطبية المحلية لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين المتأثرين بأعراض الحر.

تشير التوقعات إلى أن هذه الظروف غير المعتادة من الحرارة الشديدة قد تصبح أكثر تكرارًا في المستقبل، نتيجة لتغير المناخ الذي يرتفع درجات الحرارة بوتيرة متسارعة. وهذا يشير إلى أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تلك التحديات والحد من تأثيراتها على البيئة والصحة العامة في المنطقة. وبالنظر إلى أن تأثيرات تغير المناخ تتجاوز الحدود الوطنية، يتطلب التعاون الدولي والتضافر العالمي للتصدي لهذه التحديات والعمل على حماية كوكب الأرض والحفاظ على صحة الإنسان والبيئة بشكل عام.

تحافظ خدمة كوبرنيكوس على موقع بارز في متابعة وتوثيق تغير المناخ وظواهره في أوروبا، وتقديم التقارير والبيانات الضرورية لفهم هذه التحديات ومواجهتها بشكل فعال. وتسهم الجهود المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تحليل ودراسة أثر التغيرات المناخية على مستوى القارة الأوروبية وتطوير استراتيجيات لمحاربة تلك الظواهر السلبية وتحقيق التنمية المستدامة.

من المهم أن تكون البيانات والتقارير الصادرة عن الخدمات البيئية والجوية شفافة ومتاحة للجمهور، حتى يكون بإمكان الفرد الوصول إلى المعلومات المحدثة واتخاذ القرارات المناسبة في ظل ظروف تغير المناخ الحالية. ويعد ضمان توفر هذه المعلومات الدقيقة والموثوقة أمراً ذو أهمية بالغة في تحقيق التنسيق والتعاون الفعال بين الجهات المعنية لمواجهة تحديات المناخ والبيئة بشكل شامل وناجح.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.