يعتبر الظهور المفاجئ للمقاوم الفلسطيني محمد جابر “أبو شجاع” خلال تشييع جثامين شهداء مخيم نور الشمس في طولكرم شمال الضفة الغربية مناسبة مثيرة للجدل، حيث كان قد تم الإعلان عن استشهاده في اجتياح إسرائيلي للمخيم. تم تداول مقطع فيديو يظهر “أبو شجاع” وهو يشارك في الجنازة ويرفع سلاحه، ليؤكد بذلك أنه لا يزال على قيد الحياة عكس ما تم تناقله سابقًا.
كان الاحتلال الإسرائيلي قد قتل 14 فلسطينيًا خلال العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها في مخيم نور الشمس، مما أدى إلى تدمير المخيم بالكامل وخلق حالة من عدم اليقين حول هوية الشهداء حتى انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة. كما لم يكن واضحًا حتى حينها ما إذا كان جثمان “أبو شجاع” مع الشهداء الآخرين أم لا.
بعد ظهوره الخارجي وقيامه بتوجيه رسالة تحدي للاحتلال أثناء تشييع الشهداء، أكد “أبو شجاع” استمرار المقاومة الفلسطينية وعدم تخليها عن مناهجها في مواجهة الاحتلال. وقد أعرب والد “أبو شجاع” عن فرحته برؤية ابنه على قيد الحياة، وذلك بعدما كان قد تلقى خبر استشهاده خلال العملية العسكرية.
يشكل خروج “أبو شجاع” من تحت رماد الموت تحديًا كبيرًا للقوات الإسرائيلية التي حاولت استهدافه، وقد رأى وسائل الإعلام العبرية ذلك كشخص يشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار شمال الضفة الغربية. ينتمي “أبو شجاع” إلى عائلة فلسطينية هجّرت في عام 1948، وقضى سنوات في الاعتقالات بسبب نشاطه الوطني.
تحت الضغط والملاحقة المستمرة من الاحتلال، ظل “أبو شجاع” يرفض تسليم نفسه ويواصل معركته ضد الظلم والعدوان. بفضل تحديه وصموده في وجه الاحتلال، وبالرغم من الدمار الهائل الذي خلفته العملية العسكرية في مخيم نور الشمس، فإن شعبه ما زال يستمد القوة والثبات من مثل هؤلاء الأبطال الذين يرفضون الاستسلام ويصمدون أمام التحديات.