أكد أكاديميون وخبراء في التغير المناخي والطقس أن الأمطار الشديدة وغير المسبوقة التي شهدتها الدولة جزء من التحولات المناخية الحادة والاستثنائية، التي يشهدها العالم في ظل زيادة الانبعاثات الكربونية القياسية. وقد أشاروا إلى أن هذه الحالة المطرية المتطرفة لا يمكن ربطها علمياً بعمليات التلقيح الاصطناعي للغيوم. وكانت الدولة قد شهدت هطول أكبر كمية أمطار في تاريخها الحديث وهذا يعود لزيادة متوسط السنوي للأمطار وتعزيز مخزون المياه الجوفية بالدولة.

رئيسة قسم البيئة والعلوم الجيوفيزيائية في جامعة خليفة، الدكتورة ديانا فرانسيس، أكدت أن الأحوال الجوية القاسية التي شهدتها الإمارات حالة استثنائية من حيث شدتها وآثارها واسعة النطاق. وأضافت أن عملية تلقيح السحب (الاستمطار) لم تسبب أو تسهم في هطول كمية الأمطار الاستثنائية التي شهدتها البلاد. وتوقعت أن تصبح الظواهر الجوية القاسية أكثر تواتراً وأكثر كثافة بسبب الاحترار الجوي.

وقد أشاد المزروعي ببرنامج الاستمطار الإماراتي ووصفه بالواعد والرائد في المنطقة، مشيراً إلى أهمية تنفيذ استراتيجية وطنية لمواجهة التحديات المناخية العنيفة، بناءً على التوقعات التي تشير إلى زيادة نسبة هطول الأمطار وتكرار الظواهر الجوية الشديدة. وأوضح الشوشان أن التغيرات المناخية تؤثر على أنماط الطقس والأحوال الجوية حول العالم، وأن الحالة الجوية الاستثنائية التي تعرضت لها دول الخليج العربي لا يمكن ربطها بعمليات الاستمطار.

ويؤكد مدير مركز وسم للأرصاد الجوية الإقليمية في الأردن، حسن عبدالله، أن الحالة الجوية التي شهدتها الإمارات ناتجة عن منخفض جوي عميق ونادر وتأثير كميات كبيرة من الرطوبة من بحر العرب وكتلة باردة من جنوب أوروبا. وشدد على أن زيادة الغازات الدفيئة والتغيرات المناخية في المنطقة بدأت تظهر بوضوح منذ 10 سنوات. وأكد أن التلقيح الاصطناعي للغيوم لم يكن له تأثير في تكوين الحالة الجوية الاستثنائية، بل كانت نتيجة دمج الرطوبة والهواء البارد مع هطول الأمطار.

من جانبه، أشاد مدير عماد سعد بفعالية شبكات الصرف الصحي بالدولة التي استوعبت كمية الأمطار الهائلة خلال وقت قصير، وأشار إلى أهمية التخطيط الجيد للتحديات المناخية واستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد. وختم بتوقع مزيد من الحوادث المناخية المتطرفة في المستقبل وضرورة التحضير لها بشكل استباقي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.