يتناول مطعم إيطالي في فيرونا مشكلة حديثة بطريقة إبداعية للغاية. يعاني الكثيرون من المواعيد التي يقضونها بوجود شخص أمامهم يستخدم هاتفه الذكي باستمرار أو يضعه على الطاولة بجانب كأس النبيذ، كما لو كان يُشير بداخله إلى أن أي حديثٍ جارٍ، سيتم فقدانه على الفور بصدور صوت إشعار. لذلك يمكن لزبائن مطعم “أل كوندومينيو” في فيرونا الحصول على زجاجة نبيذ مجانية إذا تخلوا عن هواتفهم الذكية. تُثبت الهواتف تحت قفل ومفتاح ويرجع لك الهاتف بمجرد انتهاء الوجبة. هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الناس على التحدث مع بعضهم بدلاً من التركيز على هواتفهم.
أعلن أنجيلو ليلا، مالك مطعم “أل كوندومينيو”، أن 90% من الزبائن قد اختاروا تخليهم عن هواتفهم في مقابل زجاجة نبيذ مجانية. يعد هذا التحول في السلوك الاجتماعي أمرًا جميلًا ومشجعًا. يشير ليلا إلى أن التحدّي يتضمن أيضًا إمكانية للزبائن كتابة تقييم إيجابي وتركه في صندوق عند مغادرتهم، حيث يتم اختيار أفضل تقييم ودعوة الزبون لتناول وجبة مجانية بالمطعم. يثبت سيد الزمن مرة أخرى عندما يقول إن المبادرة تعمل بشكل جيد وتُصيب في الهدف من خلال إشادة الزبائن بالفكرة والتحول في السلوك الاجتماعي.
يعتبر “أل كوندومينيو” منافذًا للزبائن للتخلي عن التكنولوجيا خلال تناول الطعام، مما يتيح لهم التمتع بلحظات ممتعة واجتماعية من دون التشتت أو الانشغال بالهواتف. يقول ليلى إن التكنولوجيا أصبحت مشكلة، ولا داعي للتحديق في الهاتف كل خمس ثوانٍ، ولكن للكثير من الناس يُعتبر استخدام الهاتف مثل إدمان. هذه البادرة توفر لهم فرصة لوضع الهاتف جانبًا والتمتع بأجواء جيدة وشرب نبيذ طيب. يتجاوز هذا التحدي الجديد في زمن التكنولوجيا، ويسمح للأفراد بالتركيز على التفاعل الشخصي والتواصل المليء باللحظات القيّمة.
في الختام، تشكل الحملة التي أطلقها مطعم “أل كوندومينيو” في فيرونا استجابة إيجابية وجذابة للزبائن الذين يفضلون الاجتماعات الاجتماعية خالية من التشتت التكنولوجي. يُظهر هذا النموذج الناجح للمبادرات المجتمعية كيف يمكن للأفراد الاستمتاع بعلاقاتهم الشخصية دون التشتت وتعزيز التواصل الحقيقي عبر النظرات والحديث المباشر. يواجه الناس اليوم مشكلة التعلق الزائد بالتقنيات الحديثة التي تشغل انتباههم عن اللحظات الثمينة.
يشير هذا النموذج إلى أن هناك حلول إبداعية يمكن اتباعها لتحسين جودة الحياة الاجتماعية والشخصية للأفراد، خاصة في مجتمعات متطورة تواجه مشكلات التشتت والانعزالية. يجب استلهام المزيد من المبادرات المبتكرة والملهمة لتعزيز الروح الاجتماعية وتحفيز الناس على التفاعل والتواصل بشكل حقيقي. إطلاق مثل هذه المبادرات يبرهن على دور المجتمع والنشاط الاجتماعي في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للأفراد وتعزيز الروابط الاجتماعية. ستظل هذه الحملة مثالاً يُحتذى به يُظهر أن البساطة في الحياة الاجتماعية والشخصية قد تكون السر لتحقيق التوازن والسعادة الحقيقية.