حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الجمعة مجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور “جبهة جديدة” في السودان تتصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور، حيث بات السكان على شفا مجاعة. وأشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إلى وجود أزمة إنسانية ضخمة في البلاد، وذلك بعد عام من بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأعربت عن قلقها بشأن تقارير عن هجوم محتمل على الفاشر، مما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة.

تشهد الفاشر، العاصمة الواقعة في ولاية شمال دارفور، تزايدًا في العمليات القتالية في الأجزاء الشرقية والشمالية منها، مما أدى إلى نزوح أكثر من 36 ألف شخص. وقد عالجت منظمة “أطباء بلا حدود” أكثر من 100 ضحية في المدينة خلال الأيام الأخيرة، مما يشير إلى أن العدد الإجمالي للضحايا المدنيين قد يكون أعلى بكثير. وتحذر الأمم المتحدة من أن هذه الأعمال العنيفة تهدد حياة 800 ألف مدني يعيشون في الفاشر، وتمثل خطرا على استمرار العنف في أجزاء أخرى من دارفور.

قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بلقب “حميدتي”، تسيطر حاليًا على 4 عواصم من ولايات دارفور الخمس، باستثناء الفاشر. وقد كانت هذه المدينة تقدم ملاذًا للنازحين من الصراعات السابقة في المنطقة، إلا أن تصاعد العنف والاشتباكات فيها استنفرت الانتباه الدولي وزادت المخاوف بشأن مصيرها. وأعلنت جماعات متمردة عن استعدادها للقتال ضد قوات الدعم السريع، مما يعزز خطر تصاعد الصراعات واندلاع جبهة جديدة في دارفور.

إن التصعيد الحالي للصراع في الفاشر ينذر بمزيد من الدمار والصراعات الدموية بين المجموعات السكانية في دارفور، ويعرض توزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة للخطر. وتجدر الإشارة إلى أن الحرب بين السلطات السودانية والمتمردين في دارفور قد دامت لعقود، ولم تجلب السلام للمنطقة حتى الآن، مما يجعل الوضع المسيطر بالفعل على حافة الهاوية مع تصاعد العنف والصراعات في المنطقة.

تحث الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي على التدخل العاجل لإنهاء العمليات العدائية في الفاشر وحماية المدنيين المتضررين من النزاع. وتركز الجهود الدولية على دعم الحوار والتفاوض لحل الصراعات القائمة وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في دارفور. ويجب على الأطراف المتنازعة الالتزام بوقف إطلاق النار والبحث عن حلول سلمية للنزاعات المسلحة التي تهدد الاستقرار والسلام في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.