تتواجد الطريقة السرية للعيش حياة طويلة و صحية في تقليل كمية الطعام التي نتناولها، وهذا وفقا لدراسات عديدة قام بها باحثون على العمر الطويل. ولقد أكد باحث لشبكة CNN العام الماضي أن التقليل من السعرات الحرارية يمكن أن يساعد الناس على العيش لفترة أطول. ومع ذلك، أشارت دراسة حديثة إلى أن العلاقة بين قلة السعرات الحرارية والعيش لفترة طويلة في الواقع أكثر تعقيدًا.
قام باحثو جامعة بنسلفانيا بمتابعة مجموعة من الناس على نظام غذائي يقل فيه السعرات الحرارية لمدة عامان ولاحظوا أن في البداية، بدأت عملية الشيخوخة الداخلية في الزيادة، ولكن بعد السنة الأولى بطأت هذه العملية. وتمت دراستها من خلال طول تلومير الخلية. وفسر هاستنجز لـ نيوزويك “عندما يتم استهلاك الطاقة داخل الخلية، تؤدي منتجات النفايات من هذه العملية إلى تسبب الإجهاد التأكسدي الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الحمض النووي وتدهور الخلية”.
يستخدم الباحثون طول تلومير لقياس العمر البيولوجي، حيث يمكن أن تؤثر العمر الزمني والإجهاد والأمراض جميعًا على طول تلوميرها ويقصرها بسرعة. وتظن هذه الباحثون الآن أن العلاقة مع النظام الغذائي أكثر تعقيدًا. وطبقا للدراسة الأخيرة؛ قارن العلماء بين الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا محدودًا من السعرات الحرارية والذين لا يتبعونه. وبعد سنة واحدة، شاهدوا شيئًا مفاجئًا: كان طول تلومير ينكمش بسرعة أكبر من الفترة. وبعد ذلك، تغيرت الأمور.
احتمال إيدان شاليف، أستاذ مشارك في الصحة السلوكية في جامعة بنسلفانيا والذي قام بأبحاث في هذا المجال لسنوات بأن يكون للنتائج تبعات كبيرة. واعتبر شاليف أن النتائج أثارت العديد من الأسئلة، ولكن زمن كالآن قد لا يكون كافياً لمعرفة ما إذا كان النظام الغذائي يعمل حقًا على تباطؤ عملية الشيخوخة. على الرغم من هذه الدراسة الواحدة، إلا أن عدة دراسات أخرى أظهرت فوائد واضحة لتقليل السعرات الحرارية، خاصة في وقت لاحق من العمر. وقد تساعد تقليل السعرات الحرارية على خفض ضغط الدم وتقليل الكوليسترول لدى الناس.
وقالت الباحثون إن المشتركين الذين يخضعون للدراسة سوف يخضعون لمتابعة أخرى بعد 10 سنوات، وأعربوا عن حماستهم لرؤية النتائج المحتملة.
