أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Neurology، الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن استخدام العقل أثناء العمل يساهم في تحسين الذاكرة ووظائف المخ في وقت لاحق في الحياة. وقد أجريت الدراسة في النرويج، حيث شملت 7000 شخص من 305 وظائف مختلفة لدراسة مدى استخدام أدمغتهم في العمل. أشارت الدراسة إلى أهمية وجود وظيفة تتطلب تفكيراً معقداً كوسيلة للحفاظ على الذاكرة والتفكير في كبر السن.
كان أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، الدكتور تراين هولت إدوين، قد صرح بأهمية تحليل البيانات وتفسيرها للآخرين في العمل، حيث أن الوظائف التي تتطلب تفكيراً إدراكياً معقداً هي التي تؤدي إلى تحفيز دماغ الشخص بشكل أكبر. وقد تبيّن أن العمل الأكثر تحفيزاً للدماغ هو التدريس، بينما الوظائف الأقل تحفيزاً هي كون العامل حارساً أو ناقل بريد.
وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين كانت وظائفهم تتطلب تحفيزًا أقل للعقل كانوا يواجهون خطر 66% أكبر من الإصابة بضعف إدراكي بالمقارنة مع أولئك الذين كانت وظائفهم تتطلب تحفيزاً عاليًا. وعلى الرغم من ذلك، فإن الباحثين تحفظوا على أن الاحتياجات الذهنية تختلف من شخص لآخر، وأن هذه الدراسة تظهر الارتباط فقط وليس السبب الذي يدعم وجود ثلاثة مهام وظيفية تحفيزية للعقل الأكثر فائدة للحفاظ على مهارات التفكير والذاكرة.
وفي دراسة أُجريت في عام 2016، تبيّن أن الوظائف التي تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ تشمل الإدارة والتدريس والقانون والعمل الاجتماعي والهندسة والفيزياء والطب وطب الأسنان والصيدلة. وكشفت دراسة منشورة في مجلة Lancet في العام الماضي، عن الوظائف الخمسة التي تضع الأشخاص بأكبر خطر للإصابة بالزهايمر.
وشملت هذه الوظائف البائعين في مجال التجزئة والمساعدين في مجال التمريض ومنتجي الحيوانات الزراعية. بينما تم توضيح أن وظائف التمريض والبيع غالبًا ما تكون مصدرًا للضغط، والتوتر، واحتمالية الإحتراق، حيث إنها تتطلب الوقوف لفترات طويلة وساعات عمل صلبة وحالات من عدم الاستقلالية.