ينهي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عهدته الثانية بإنجاز فريد تاريخيًا في فرنسا، حيث قام بتكريم الرموز الوطنية بشكل غير مسبوق، داخل البانثيون ومواقع تاريخية أخرى. يعتبر ماكرون أكثر الرؤساء الفرنسيين تشييعاً للشخصيات الوطنية، حيث قام بتكريم حوالي 28 شخصية وطنية، مما دفع الصحافة الفرنسية إلى اطلاق انتقادات ساخرة حول هذا الأمر.

ماكرون يسعى لإرساء مشروعه الخاص بالمصالحة مع التاريخ، ويعتبر “مسار الذاكرة” محطة محورية في عهدته الثانية، بجانب دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في صيف عام 2024. تشمل هذه التكريمات المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني، وتكريم الشخصيات التاريخية والوطنية التي لعبت دورًا مهمًا في تاريخ فرنسا.

المشروع تضمن تكريم العديد من الشخصيات والأحداث التاريخية في فرنسا، بما في ذلك إعادة المقاومين والمقاتلين الأجانب إلى الواجهة، بالإضافة إلى تكريم الفنانين والأدباء الذين ساهموا في التاريخ الفرنسي. ترتكز هذه السياسة على محاولة إحياء الذاكرة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد.

معركة الذاكرة تشمل العديد من الفعاليات والتكريمات للمقاومين والمقاتلين الذين شاركوا في الحروب العالمية والمعارك التاريخية. كما تتضمن الذاكرة التفكير في مصالحة البلاد مع ملفات حساسة مثل الاستعمار وحقوق الإنسان والمصالحة التاريخية.

مع وجود تحفظات من بعض القوى السياسية والمحللين حول سياسة تكريم الذاكرة، يرى البعض أن ذلك يساهم في خلق شرعية للرئيس وتحقيق المصالحة الوطنية. ومع ذلك، تظل هناك تحديات تاريخية وسياسية تواجه هذا المشروع، بما في ذلك ملفات حساسة مثل الاستعمار وحقوق الإنسان والعلاقات مع الدول السابقة المستعمرة.

على الرغم من التقدم المحدود في تسوية بعض الملفات الحساسة، مثل الحرب الأهلية في رواندا واستعمار الكاميرون وحرب الجزائر، إلا أنه لا يزال من المتوقع أن لا يصل هذا المسار إلى الاعتراف الكامل بأخطاء الاستعمار والتأثيرات التي لحقت بالشعوب المستعمرة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.