أظهرت دراسة حديثة أن الجرعات المنخفضة من الباراسيتامول يمكن أن تؤثر على صحة القلب، على الرغم من أن الجرعات العادية منه تعتبر آمنة عادة. وقد وجد الباحثون أن تناول هذا الدواء يؤدي إلى تغيير في البروتينات في أنسجة القلب لدى الفئران. وقد أظهرت النتائج تغييرات في عدد من مسارات الإشارات داخل القلب، مما يشير إلى ضرورة التفكير في استخدام أقل جرعة فعالة وأقصر مدة ممكنة من هذا الدواء.

وتشير الدراسات السابقة إلى أن تناول كميات كبيرة من الباراسيتامول يمكن أن يسبب مشاكل في القلب، وهذا ما دفع الباحثين للنظر في تأثير الجرعات الصغيرة من هذا الدواء. وتمثلت الدراسة في إعطاء مجموعة من الفئران جرعات منخفضة من الباراسيتامول، ثم تحليل أنسجة قلوبها لمعرفة كيفية تأثير هذا الدواء على البروتينات ووظائف القلب.

وبعد سبعة أيام من تناول الفئران لجرعات الباراسيتامول، وجد الباحثون تغييرات كبيرة في مستويات البروتينات المتعلقة بوظائف القلب المختلفة. فقد اتضح أن تأثير هذا الدواء يشمل مجموعة من الوظائف الحيوية مثل انتاج الطاقة واستخدام مضادات الأكسدة وتكسير البروتينات التالفة.

وأشار الباحثون إلى أن استخدام جرعات متوسطة إلى عالية من الباراسيتامول على المدى الطويل قد يؤدي إلى مشاكل في القلب نتيجة للإجهاد التأكسدي أو تراكم السموم. وبالرغم من قدرة الجسم على التخلص من هذه السموم، إلا أنه من المهم النظر في مخاطر تناول جرعات كبيرة من هذا الدواء. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تمت على الفئران وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد هذه النتائج.

وتعد هذه الدراسة مهمة جدا في تسليط الضوء على تأثير تناول الباراسيتامول على صحة القلب، وتحث على الحاجة إلى مراجعة الجرعات المقترحة لهذا الدواء. فعلى الرغم من أن الباراسيتامول يعد أحد أكثر المسكنات شيوعا واستخداما حول العالم، إلا أنه من الضروري دراسة تأثيراته الجانبية على الصحة العامة.

وفي الختام، يجب على الأفراد الالتزام بتوجيهات الأطباء وعدم زيادة الجرعات الموصى بها من الباراسيتامول، والتوقف عن تناوله في حالة وجود أي أعراض غير معتادة. وعلى الجهات المعنية بصناعة المستحضرات الدوائية العمل على ضبط الجرعات والتحذير من أي تأثيرات جانبية تحدث نتيجة لاستخدام هذا الدواء.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.