اللقاء الذي جمع الرئيس الصيني شي جينبينغ بالرئيس التايواني السابق ما ينغ-جيو في بكين كان أول لقاء بينهما منذ نوفمبر 2015، وجاء قبل القمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا. خلال اللقاء، أكد ينغ-جيو على أهمية تحافظ الصينية على بيئة سلمية لتحقيق التنمية الاقتصادية، فيما أشار شي إلى ضرورة التواصل بين الطرفين بناءً على توافق عام 1992.

تم التوصل إلى توافق عام 1992 خلال لقاء بين الممثلين شبه الرسميين لجمهورية الصين الشعبية وجمهورية الصين بقيادة حزب الكومنتانغ في تايوان. ووفقًا لهذا التوافق، يعتبر كلا الطرفين على جانبي مضيق تايوان جزءًا من “الصين الواحدة” التي تمثلها جمهورية الصين الشعبية، رغم أن حزب الكومنتانغ يفسر هذا التوافق بطريقة مختلفة عن حزب الشيوعي الصيني.

رئيس تايوان الجديد لا يعترف بتوافق عام 1992، وفاز بالرئاسة خلال انتخابات مؤخرة. بالرغم من قيامته بزيارة إلى الصين، إلا أنه لا يزال حزب الكومنتانغ يعبر عن دعمه لزيارته ويأمل في نجاحها، بينما تتباين المواقف داخل تايوان بشأن التقارب مع الصين.

زيارة ما ينغ-جيو إلى الصين أثارت جدلاً بين قادة حزب الكومنتانغ، وخلال اللقاء أثارت تصريحات الرئيس السابق توجهات سياسية مختلفة داخل الحزب، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الصين وزيارتها لبكين.

تحاول بكين استغلال ذاكرة الشعب التايواني لقضية حرب المقاومة ضد اليابان لدعم التضامن مع حزب الكومنتانغ، وذلك من خلال زيارة ما ينغ-جيو إلى الصين. إلا أنه في لقاءه ارتكب خطأ في النطق لكنه تصححه بسرعة، مما يشير إلى أهمية وتأثير زيارته.

يعكس اللقاء بين ما ينغ-جيو وشي جينبينغ معركة بين الأيديولوجيات والمواقف في تايوان، حيث يتصارع حزب الكومنتانغ مع الاحزاب الأخرى بشأن العلاقات مع الصين. وبالرغم من التوافق عام 1992، لا تزال هناك توترات مستمرة وتباين في الوجهات السياسية حول مستقبل العلاقات بين تايوان والصين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.