في إطار فعاليات الدورة الثالثة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب في المغرب، تم تنظيم جلسة حوارية بعنوان “الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث”. تمت استضافة عدد من الضيوف خلال هذه الجلسة منهم الباحثة رحمة بورقية والمؤرخ جامع بيضا والروائي عبد الإله بن عرفة، تم تقديم الجلسة بواسطة الباحث عمر حلي.
تحدثت رحمة بورقية خلال مشاركتها حول تشكيل الشخصية المغربية كهوية جماعية تستمد تنوعها من مجتمع متنوع وثقافات متعددة. واكدت على دور الدستور المغربي في ترسيخ هذا الاندماج الثقافي، كما اشارت إلى الجوانب الإسلامية للثقافة المغربية واستعدادها للاختلاف والتنوع.
ومن جانبه تحدث جامع بيضا عن البُعد التاريخي للشخصية المغربية، حيث اشار إلى ان تاريخ المغرب يحتوي على العديد من الاثار التي تبرز الاصول العريقة لهذه الهوية. كما أشار إلى تأثير الحضارات المختلفة مثل الفينيقية والرومانية والإسلامية على الشخصية المغربية وصياغتها لهوية وطنية وروح مشتركة.
أما عبد الإله بن عرفة، فتحدث عن مفهوم الشخصية في الأدب وعلم النفس، مشيراً إلى أن الشخصية المغربية تتجاوز الأبعاد المحلية إلى العالمية، خاصة في علاقتها بالآخر وعبر تاريخها الثقافي العريق. كما اشار إلى ان التاريخ الأدبي العربي يحتوي على أعمال تظهر ملامح الشخصية المغربية، مستشهدا بمخطوطة “رسالة انتصار لأهل المغرب” كمثال على ذلك.
تمحورت المحادثات والنقاشات خلال الجلسة حول الهوية المغربية وعن كيفية تشكيلها وتطورها عبر العصور. تم التأكيد على ان الهوية المغربية تعتبر مزيجا من التاريخ والحضارة والثقافة، وأنها تتجذر في الدستور والقيم التي يتمسك بها الشعب المغربي.
في الختام، يعكس النقاش حول الشخصية المغربية أهمية الهوية الوطنية ودور الثقافة والتاريخ في تأصيلها وتعزيزها. وقد لقيت هذه الجلسة إقبالا كبيرا وتفاعلا واسعا من الحضور الذي استمع وتفاعل مع المحاضرات والأفكار المطروحة، مما يعكس الاهتمام الكبير بتاريخ وثقافة المغرب ودورها في تشكيل الشخصية الوطنية.