شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية ضجة كبيرة في أعقاب إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، حيث تولت الصحف والمواقع العالمية تناول تداعيات هذه الإقالة، بالإضافة إلى عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي. وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز قبضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ائتلافه الحكومي المنقسم، مما يمنح نتنياهو مزيدًا من الحرية في إدارة الصراعات العسكرية وفق سياسته الخاصة. ويُرجح أن يأتي وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس، بخبرة محدودة في الشؤون العسكرية، مما يقلل من احتمال التعارض مع خطط نتنياهو.
أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يجمع حاليًا بين عدة مناصب، بما في ذلك رئاسة الوزراء ووزارات الدفاع والخارجية، مما يعكس تركيز السلطة في يده بشكل متزايد. ورأت الصحيفة أن كاتس ليس مؤهلاً لتولي حقيبة الدفاع، وأن الترتيب الذي تم التوصل إليه مع غدعون ساعر بشأن وزارة الخارجية يُعتبر خيانة للجمهور وفق تعبيرها. من جهتها، اعتبرت صحيفة “هآرتس” أن عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية قد تكون مصدر قلق للعديد من أنصار الديمقراطية في العالم، بما في ذلك في إسرائيل، حيث يُرى أن التحالف بين ترامب ونتنياهو يهدد مستقبل البلاد ويعيق فرص السلام مع الفلسطينيين.
في سياق متصل، أكد مقال منشور على موقع “ذا هيل” الأمريكي أن الضغوط من أجل استعادة الاستيطان في غزة بدأت تتزايد وسط الحكومة الإسرائيلية. وقد أشار المقال إلى أن ترامب كان قد اعتبر المستوطنات في الضفة الغربية قانونية خلال ولايته، مما قد ينذر باستمرار هذا النهج. علاوة على ذلك، وصف الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، الوضع في غزة بأنه يائس. وكرر إيغلاند أن معاناة سكان غزة لا يمكن تحملها، مشيراً إلى أن الظروف المعيشية في القطاع أصبحت غير قابلة للاستمرار نتيجة الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية.
على صعيد آخر، انتقدت صحيفة “نيويورك تايمز” الديمقراطيين الأمريكيين بسبب تجاهلهم للقضية الفلسطينية. وقد دعت الصحيفة الديمقراطيين إلى تعديل سياساتهم تجاه إسرائيل وفلسطين لتتناسب مع مبادئ المساواة وحقوق الإنسان، معتبرةً أن دعم حرية الفلسطينيين أصبح ضرورة ملحة. ولفت المقال إلى أن عدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية قد يؤدي إلى نتائج كارثية، ليس فقط بالنسبة للمنطقة بل للسياسة الأمريكية بشكل عام.
في الأثناء، تناولت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية حادثة تظهر الفوضى التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام عندما قام مشجعو كرة القدم الإسرائيليون بتمزيق الأعلام الفلسطينية خلال مسيرتهم لدعم فريق مكابي تل أبيب. وظهرت مقاطع الفيديو التي وثقت ذلك، مشيرةً إلى أن مجموعة من الأشخاص قاموا بإهانات صريحة تجاه فلسطين، وهو الأمر الذي ساهم في إثارة القلق بشأن التصاعد المحتمل للتوترات الثقافية والسياسية.
في المجمل، تنعكس هذه التطورات والتفاعلات بشكل واضح على الوضع في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبدو أن حل الصراع العربي الإسرائيلي تتعقد الظروف المحيطة به، مما يتطلب جهداً دولياً من أجل تحقيق السلام والاستقرار.