لم يجد الكاتب ناقدًا عربيًا يمكنه مقارنته بجاك دريدا ورولان بارث في الثقافة الفرنسية والغربية، إلا الدكتور عبدالله الغذامي الذي تميز بدقة تحليلاته وسعة اطلاعه وأهمية طروحاته النقدية والفلسفية. فكرة وضع كتاب يجمع بين النقاد الثلاثة لإسقاط الضوء على المقاربة بين الفكر العربي والغربي في النقد، حيث يتم التركيز على إقصاء المؤلف في النص وتحليله من خلال الفلسفة. رولان بارث دفع بنظرية موت المؤلف، في حين اعتمد جاك دريدا على إقصاء المؤلف والتركيز على النص.

انتهاء البنيوية أنهى عصر الحداثة فلسفياً ونقدياً، وقد استمدت تلك المدرسة من طروحات علم اللسانيات السويسري سوسير والروس الشكلانيين. تمحورت البنيوية حول تحليل النص دون الاعتماد على صاحبه، ومن هنا جاءت حركات ما بعد الحداثة لتفتح النص على تأويلات متعددة. بارث دعا إلى موت المؤلف، بينما دريدا ركز على إقصاء المؤلف وتحليل النص عبر اللغة المكتوبة فقط.

جاك دريدا فرض نظريته التفكيكية كرد فعل على البنيوية، إذ تمحورت تلك النظرية حول الولوج إلى خفايا النص من خلال اللغة المكتوبة فقط بدون الاعتماد على المؤلف. على الجانب الآخر، يعتبر الدكتور عبدالله الغذامي الوريث الشرعي لمدرسة برننجهام ورائدًا للنقد الثقافي العربي، حيث اعتمد على إقصاء المؤلف واعتمد على القارئ لفهم النص.

روج رابط العمل الثقافي للنص عبر تحليلاته. يتناول الغذامي في كتبه تحليلات وتشريحات دقيقة للنصوص والشعر، مع إسقاط المؤلف وتركيزه على دلالات النص وسياقاته اللغوية. يقوم بربط النص بالمفاهيم التراثية ويتجاوز القراءة التقليدية والتاريخية ليفهم الجماليات والعوالم النصية.

الدكتور عبدالله الغذامي يمزج بين الإبداع والقلق النقدي في علاقته المستمرة مع النصوص، حيث يرى النصوص كمشروع مستمر للنقد والتجديد. يتناول الناقد الثلاثي النموذج الدائم للتحليل ويعمل على تطوير النقد والتفكير. يتواصل مع النصوص ويحافظ على جاهزيته لتحسين ما يكتب والبحث عن أفضل الطرق للتعبير عن الأفكار.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.