أطلقت الشرطة في موزمبيق الغاز المسيل للدموع على مئات المحتجين في العاصمة مابوتو، خلال مظاهرة ضخمة ضد حزب جبهة تحرير موزمبيق (فريليمو) الحاكم. تشهد البلاد احتجاجات متواصلة بعد الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي وأسفرت عن فوز حزب الحكومة. وقد أسفرت حملة الشرطة ضد الاحتجاجات عن مقتل 18 شخصًا على الأقل، في حين تعتبر جماعات حقوق الإنسان أن الانتخابات كانت غير نزيهة وتحدث عن تلاعب في النتائج.
جاءت المظاهرات تحت شعار “يوم الحرية” وشهدت مشاركة كبيرة من قبل المعارضين ومؤيدي المرشح الرئاسي المستقل فينانسيو موندلين. يدافع موندلين عن فوزه في الانتخابات رغم أن النتائج الرسمية أظهرت ترتيبه في المركز الثاني. ورفع المتظاهرون لافتات تدعم موندلين وهتفوا بشعارات تنادي بإسقاط حكم فريليمو وتطالب بمشاركة الشعب في صنع القرار.
تعد هذه المظاهرات كبيرة الحجم وغير مسبوقة في موزمبيق، حيث لم تشهد البلاد مثلها من قبل. وحتى الآن لم يقر المجلس الدستوري نتائج الانتخابات، مما يثير التوترات والانقسامات. وطلب المجلس من لجنة الانتخابات تقديم توضيحات حول تناقضات في عملية الفرز، مما يجعل المشهد السياسي في موزمبيق يطفو على سطح التوترات والتحديات.
تعبيرًا عن إحباطهم من غياب الفرص الاقتصادية وسوء الإدارة، قام العديد من سكان موزمبيق بالانضمام إلى الاحتجاجات والتعبير عن رفضهم للوضع الراهن. ورغم ثراء البلاد بالموارد الطبيعية، فإن الناس يعانون من ضعف البنية التحتية والتنمية، ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تواجه موزمبيق صعوبات في مشاريع التنمية والاستثمار نتيجة لتمرد في إقليم شمالي البلاد.
يعكس الصراع الحالي في موزمبيق حالة من الاضطراب السياسي والاجتماعي في البلاد، مع تصاعد الاحتجاجات ضد حكم فريليمو ودعوات لمزيد من الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار. ورغم تحذيرات الشرطة واستخدام القوة لقمع الاحتجاجات، إلا أن المواطنين يظلون على ثقتهم بأنهم يستحقون حكومة نزيهة وفرصًا اقتصادية تحقق التنمية. تظل موزمبيق على مفترق طرق سياسي يتطلب التوافق والحلول الهادئة للخروج من الأزمة الحالية وبناء مستقبل أفضل للبلاد.