في انتخابات عام 2020، اتحد الناخبون العرب والمسلمون في الولايات المتحدة خلف المرشح الديمقراطي جو بايدن، معتمدين على دعمهم له ضد دونالد ترامب، الذي تبنى سياسات معادية للمهاجرين والمسلمين. وقد أثبت تصويتهم بنسبة 65% لصالح بايدن تأثيرهم في نتائج الانتخابات، مما ساعده على الفوز في العديد من الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان وجورجيا. تقترب انتخابات 2024، حيث يواجه الناخبون المسلمون تحديًا كبيرًا بسبب مواقف إدارة بايدن تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما تسبب في غضب كثير منهم، وبالتالي فقد تتقلص فرص دعمهم له.
شعر بعض الناخبين المسلمون بالعزلة والإحباط بعد دعم بايدن لإسرائيل، معبرة عن ذنبها لما اعتبرته مساهمة في فوز ترامب. أحد الناخبين العرب في فرجينيا أشار إلى عدم عدالة أن ينتخب هاريس، في ظل ما تقوم به حكومتها من مواقف تجاه سكان غزة. يتذكر الناخبون المسلمون التجارب الانتخابية السابقة التي شهدت تهميشهم من كلا الحزبين الرئيسيين، بالنظر إلى قوة اللوبي اليهودي إضافة إلى تفكك صوتهم وعدم اعتباره مهمًا.
على مر السنين، واجه المسلمون في أمريكا تحديات لتقوية صوتهم الانتخابي، حيث استجاب البعض لدعوات دعم الجمهوريين، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك بعد أحداث 11 سبتمبر وما نتج عنها من إسلاموفوبيا وعمليات مراقبة. بعد أحداث 2001، أصبح التأثير الانتخابي للجالية العربية والإسلامية يتجه نحو الحزب الديمقراطي، ولكن دعمه غير المشروط لأعمال العنف في غزة وضعهم أمام خيار صعب. إذ يدرك الناخبون المسلمون مدى تأثير قرارات بايدن على الشعب الفلسطيني، مما أدى إلى عدم الالتزام بالتصويت في ولايات حيوية.
عندما أصبحت كامالا هاريس مرشحة للحزب الديمقراطي، كان من المتوقع أن تعيد تشكيل سياسات الحزب تجاه القضية الفلسطينية لتلبية احتياجات وتوقعات الجالية المسلمة، لكن هاريس أهملت تلك الأصوات ولم تعترف بمعاناتهم. وقد جددت تأكيدات هاريس على مواقف بايدن تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعد أن تعرضت لضغوط احتجاجية من أفراد الجالية المسلمة. بالتالي، لم يحقق انتخابها الدعم المتوقع من هذه الجالية، مما أضعف الحماس لها.
استغل ترامب الفجوة بين الإدارة الديمقراطية والناخبين المسلمين، حيث قام بتعيين أحد أفراد عائلته للتواصل مع هذه المجموعة، وأعلن عن دعمه لهم ووعد بمعالجة أوضاعهم. كما حاول التخفيف من مواقفه السابقة حول الشعب الفلسطيني. هذه الخطوات أضعفت موقف هاريس في أعين بعض المسلمين، حيث يعتبرون عدم قدرتهم على التصويت لمرشح مثل ترامب بكل ما يحمله من مواقف عدائية تجاه القضية الفلسطينية تحديًا كبيرًا.
تزايدت مشاعر الإحباط واحتدام الغضب في أوساط الناخبين العرب بعد نتائج الانتخابات، حيث اعتُبر التصويت لهاريس بمثابة تصويت للإبادة الجماعية، بينما كان البعض يرى أنه يجب التصويت لها كأفضل خيار متاح. بينما بدأت بعض الأصوات تدعو للاقتراع لمرشحي الأحزاب الأخرى أو حتى للمقاطعة للتأكيد على عدم كفاية دعم الحزبين الرئيسيين للقضايا المهمة بالنسبة لهم. وفي ظل النتائج، ترسخت مشاعر الجزائر بأن هذه الانتخابات رسخت الحاجة الضرورية لتحسين تمثيل الجالية المسلمة في السياسة الأمريكية.