في الأيام الأخيرة، أثارت إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ردود فعل قوية من قبل المحللين والسياسيين في إسرائيل، حيث اعتبرها البعض خطوة تزيد من الاستقطاب السياسي في البلاد وتعمق الشرخ في المجتمع. جاءت هذه الإقالة في وقت حساس، حيث تواصل الاحتلال حربه مع حماس في غزة، مما أثار تساؤلات حول استقرار الحكومة وفاعلية اتخاذ القرارات الأمنية في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
نتنياهو، الذي يسعى لضمان بقاء حكومته حتى نهاية ولايتها في عام 2026، اتخذ قرار الإقالة في إطار جهود للسيطرة على الائتلاف الحكومي. كان غالانت قد أبدى دعمه لتجنيد الحريديم في الجيش، وهو ما يتعارض مع مصالح نتنياهو الشخصية والخاصة، وهو ما عرضته المعارضة كتهديد للأمن القومي الإسرائيلي. الإقالة تذكرنا بخطوات سابقة اتخذها نتنياهو ضد غالانت، مما يعكس نمطًا من السياسة الداخلية التي تضع مصالح رئيس الوزراء فوق مصالح الدولة.
المعلقون السياسيون يرون أن نتنياهو يعمل على إنشاء “نظام داخلي جديد”، حيث يركز على تعزيز سلطته على المؤسسة العسكرية، وخاصة مع احتمال تعيين يسرائيل كاتس وزيرًا جديدًا للدفاع. وصف بعض المؤيدين هذه الخطوة بأنها “ذكية”، وتهدف إلى تحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية، لكن المحللين يدركون أن ذلك يمكن أن يمثل مقامرة بمستقبل البلاد وأمنها في ظل الأوضاع الحرجة.
من جهته، علق يوسي فيرتر بأن تصرفات نتنياهو تشير إلى سعيه إلى تعزيز سلطته خلال فترة نقاشات سياسية حساسة، في الوقت الذي يستمر فيه التحقيق في قضايا الفساد المرتبطة به. توجد اعتقادات بأن نتنياهو قد يكون مستعدًا لمزيد من الإقالات ضمن محاولته لتغيير هياكل السلطة في الحكومات الإسرائيلية. المحلل رأى أن هذه الأفعال تمثل خطرًا جادًا على الديمقراطية الإسرائيلية، ويؤكد أن نتنياهو يسعى إلى البقاء في السلطة بغض النظر عن تأثير ذلك على الأمن القومي.
دور غالانت كوزير للدفاع كان محوريًا، ولذلك أُشير بأن إقالته تأتي وسط تهديدات للأمن القومي تُشكل على خلفية تصاعد العدوان من حماس. يشير المحلل العسكري عاموس هرئيل إلى أن مثل هذه الإقالة تضع قيادة الجيش في وضع حرج، حيث يتعين عليهم مواجهة سياسة نتنياهو التي تعكس عدم الاكتراث بمخاطر الحرب وظروف البلاد، بدلًا من التركيز على الأمن الوطني.
في إطار الرؤية العسكرية، أشار يوآف ليمور إلى أن إقالة غالانت تعتبر حدثًا غير مسبوق، مما يضع المجتمع الإسرائيلي والجنود في موقف صعب لا يمكن تجاهله. واعتبر أن الأزمات الحالية ليست مرتبطة بقرارات عسكرية بقدر ما هي نتيجة لمصالح سياسية ضيقة تهدد بأن تأخذ الأولوية على الأمن القومي. وهذا يعد تحذيرًا للجميع بأن القيادة السياسية قد تغلبت المصالح الذاتية على مسؤولياتها تجاه أمن البلاد.