اتفق محللان سياسيان على طبيعة “غير تقليدية” للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث أشاروا إلى أنه من المحتمل أن يسعى لإنهاء الحروب في منطقة الشرق الأوسط والحرب الروسية على أوكرانيا. محمد المنشاوي، الكاتب المتخصص بالشأن الأميركي، لفت إلى تعهد ترامب بدعم أمن إسرائيل، ومع ذلك، لديه وعود للجالية العربية والمسلمة في أميركا قد تبدو متناقضة. وعبر عن اعتقاده بأن ترامب يمتلك القدرة على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الصراعات في غزة ولبنان، مستندا إلى علاقته الخاصة به.

تحدث المنشاوي عن اتصالات بين نتنياهو وترامب، حيث هنأ نتنياهو ترامب بفوزه لاحقاً في الانتخابات، وأشار مسؤول إسرائيلي إلى الموقف الراسخ في إسرائيل ضد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وواحد من التصورات المطروحة هو إمكانية أن ينهي نتنياهو الحرب في غزة مبكرًا خلال ولاية ترامب للحصول على إنجاز دبلوماسي سريع. وعزا المنشاوي ذلك إلى الاعتقاد بأن ترامب ليس مقيداً بسياسات معينة، مما يعني أنه حر للتصرف على نقيض من الانضباطات التقليدية.

تطرق المنشاوي أيضًا إلى العلاقات الشخصية لدى ترامب، حيث أشار إلى أنه يرتبط بأسرة لبنانية، ما قد يساهم في تعزيز دوره كوسيط في إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط. وأوضح أن ترامب يسعى لبناء إرث سياسي خلال ولايته الثانية، ويريد ترك انطباع بأنه حقق السلام في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المنشاوي أن ترامب يسعى لعقد صفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية تتضمن إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يمكن أن يكون له تداعيات على السياسة الإسرائيلية.

على الجانب الآخر، ركز المحلل روب آيرت على كيفية تعلم ترامب من تجربته في ولايته الرئاسية الأولى. وأشار إلى أنهم سيسعون إلى تشكيل فريق عمل متمكن يمكن ترامب من تحقيق أهدافه، مع اهتمام خاص بالاقتصاد وقضايا الهجرة، التي يعتبرها ترامب من الأمور الحيوية للأمن القومي. ويرى آيرت أن ترامب سيعمل على إنهاء الصراع الإسرائيلي في غزة وكذلك الحرب في أوكرانيا.

ليس فقط هنا، بل تشير التوقعات إلى أن ترامب سيعمل أيضًا على احتواء التمويل الإيراني بعد فترة الانفتاح التي شهدتها إيران تحت إدارة الرئيس جو بايدن. ومع هذه الاستراتيجية، يوحي آيرت بأن ترامب يهدف إلى تشكيل سياسة خارجية جديدة تختلف عن سابقتها، مما يجعل الأمور أكثر تنافسية وشمولية.

أخيرًا، أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية تفوق ترامب على هاريس، حيث حصل على نحو 71 مليون صوت مقابل 66.1 مليون لهاريس، مما يمنحه انتصارات في 27 ولاية من أصل 50. من خلال هذه النتائج، يشدد المحللان على أن الفترة القادمة ستشهد تكتيكات جديدة في السياسة الأميركية الخارجية، وليس فقط المحلية، حيث يسعى ترامب إلى ترك أثر ملحوظ في الملفين العربي والإسرائيلي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.