خلال رحلة استكشافية لسلسلة جبال تحت الماء قبالة سواحل أميركا الجنوبية عثر علماء من معهد شميدت للمحيطات على أكثر من 160 نوعاً لم يُرصد أي منها سابقاً في المنطقة. وتشمل هذه الأنواع الكركند القرفصاء وضفادع البحر الحمراء اللامعة وأسماك التنين في أعماق البحار. الباحثون يعتقدون أن ما لا يقل عن 50 نوعاً قد تكون جديدة للعلم.

تعدّ سلاسل الجبال البحرية تحت الماء بمثابة واحات للحياة والتنوع البيولوجي، حيث تجتمع فيها مجتمعات من الكائنات الحية المختلفة. وتستفيد بعض هذه الكائنات من الارتفاع والتيارات المائية الفريدة التي توفرها القمم، بينما يجد البعض الآخر ملاذاً في الزوايا والشقوق على المنحدرات الصخرية لبناء هياكل معقدة.

قادت إيرين إيستون، الباحثة في جامعة تكساس ريو غراندي فالي، فريق العلماء في رحلة البحث التي استمرت 40 يوماً على طول سلسلة جبال سالاس إي غوميز. وخلال الرحلة، رصد الفريق مجتمعات فريدة من الكائنات الحية، بما في ذلك الضفادع البحرية والقشريات والرخويات والإسفنج الزجاجي والشعاب المرجانية.

ونظرًا لأن المياه في تلك المنطقة صافية لدرجة أن أشعة الشمس تخترقها لمسافة أعمق من أي مكان آخر في العالم، اكتشف العلماء بعضًا من أعمق الكائنات الحية المعروفة التي تعتمد على عملية البناء الضوئي. ووجدوا مثلاً نوعًا من المرجان المتجعد يقوم بالبناء الضوئي على عُمق 197 متراً تحت سطح البحر.

الفريق من شميدت للمحيطات رصد أيضاً الطحالب المرجانية القشرية على عُمق 350 متراً، ما يمثل اكتشافاً جديدًا في هذا المجال. إن هذه الاكتشافات تعزز الفهم العلمي للحيوانات البحرية البعيدة وتساهم في حماية هذا النظام البيئي الهام في المحيطات.

دراسة هذه الكائنات والأنواع الجديدة التي تم اكتشافها في سلاسل الجبال تحت الماء تعطي نظرة جديدة على التنوع البيولوجي الذي تحتضنه المحيطات. وتساهم هذه الاكتشافات في توسيع المعرفة العلمية وتعزيز الجهود الرامية إلى حماية والحفاظ على هذا النظام البيئي البحري الهام.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.