ترتكز نافذة الجزيرة لتغطية الانتخابات الرئاسية الأميركية على استطلاعات للرأي أجرتها وسائل إعلام أميركية قبيل الإغلاق الأول لمراكز الاقتراع. فقد أظهر استطلاع أجراه كل من مجلة “فورين بوليسي” ومركز “إيديسون” بعد التصويت، أن 31% من الناخبين اعتبروا أن الاقتصاد هو القضية الأهم في الانتخابات، بينما أشار 11% فقط إلى أن السياسة الخارجية هي الأكثر أهمية. يعكس هذا الاستطلاع اهتمام الناخبين بالمشكلات الاقتصادية التي تواجه الولايات المتحدة، في ظل الضغوطات الحياتية التي يعاني منها المواطنون.
في الوقت نفسه، أظهر استطلاع آخر أجرته شبكة “سي إن إن” بعد التصويت أن 49% من الناخبين الأميركيين يشعرون بعدم الرضا عن الوضع الحالي للبلاد. كما أشار 35% منهم إلى أن الديمقراطية هي القضية الأهم بالنسبة لهم في هذه الانتخابات. تعكس هذه الأرقام القلق العام حول صحة النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة ومدى فاعليته في تلبية احتياجات الشعب. يبرز ذلك التحديات التي تتم مواجهتها من قبل المؤسسات الديمقراطية في البلاد.
من جهة أخرى، تناولت استطلاعات رأي أخرى، مثل تلك التي أجرتها شبكات “إن بي سي” و”فوكس نيوز” ووكالة “أسوشيتد برس”، آراء الناخبين بشأن المرشحيْن الرئاسيين الرئيسيين في الانتخابات، وهما الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس. وقد أظهرت هذه الاستطلاعات أن هناك تباينًا في دعم الناخبين للمرشحيْن بحسب الولايات المتأرجحة، مما يعني أن كلا المرشحيْن يمثّلان خيارات متباينة في ظل المخاوف والتوجهات الاقتصادية والسياسية لدى الناخبين.
تبين استطلاعات الرأي أن الاقتصاد يأتي في مقدمة اهتمامات الناخبين، مما قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات. يبدو أن الأزمة الاقتصادية تعتبر عاملًا حاسمًا بالنسبة للعديد من الناخبين، حيث تتزايد الضغوط على ميزانياتهم الشخصية. من المهم أن تستجيب الحملات الانتخابية لأصوات الناخبين في هذا السياق، وذلك من خلال تقديم سياسات واضحة وفعالة للتعامل مع هذه المسألة.
تأتي أهمية هذه الانتخابات أيضًا من تأثيرها على الساحة الدولية، حيث تلعب السياسة الخارجية دورًا مهمًا في تحديد وضع الولايات المتحدة عالميًا. رغم أن عددًا قليلًا من الناخبين أعطوا الأولوية للسياسة الخارجية، إلا أن الأحداث العالمية والمشاكل الدولية يمكن أن تؤثر على قراراتهم الانتخابية في النهاية. يتجلى ذلك في رغبة الناخبين في التأكد من أن ممثليهم في الحكومة قادرون على التعامل مع التحديات الكبرى، سواء كانت اقتصادية أو سياسية.
في الختام، يتضح أن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة تشكل فرصة لتوجيه السياسات والممارسات الحكومية في الفترة القادمة. تتضح صورة متباينة للناخبين الذين يتطلعون إلى التغييرات الاقتصادية والسياسية، مع التركيز على أهمية الديمقراطية واستقرارها. تعكس نتائج استطلاعات الرأي حالة من عدم الرضا بين المواطنين، مما يضغط على المرشحين لتبني قضايا تعكس احتياجاتهم وتطلعاتهم، مما سيكون له تأثير كبير على الانتخابات المقبلة.