بينما تجري الانتخابات الأميركية، تجولت الجزيرة نت في عدة مراكز اقتراع، ومنها نادٍ اجتماعي حكومي في مقاطعة مونتغمري بولاية ماريلاند ومكتبة عامة في واشنطن. إلا أن طوابير الناخبين الطويلة كانت غائبة في بعض المواقع، حيث وُجد المتطوعون والعاملون لتسهيل عملية التصويت. لا يُخفى على أحد أن ولاية ماريلاند والعاصمة واشنطن تميلان عادةً إلى دعم الحزب الديمقراطي، مما يفسر استبعاد كل من المرشح الجمهوري ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس منطقة واشنطن الكبرى من فعالياتهم الانتخابية.
تحدث ديلان فنست، وهو مهندس تكنولوجيا، عن انزعاجه من الاضطرار للاختيار بين مرشحين لا يشعر بالرضا تجاههما. إذ وصف ترامب بأنه يجلب الخطر للعالم، بينما كانت هاريس اختيارًا تم فرضه عليه. عبّر آخر عن تخوفه من أن تمثل هاريس استمرار “الحكم الكارثي” لبايدن، مؤكدًا أن ترامب قد يكون لديه مواقف غير تقليدية لكن له احترام في العالم، مما يجعله الخيار الأفضل في نظره.
أما الناخبة لايفت براون، فقد أوضحت أنها تدعم هاريس بسبب اهتمامها بقضية الحق في الإجهاض، وترى بها نموذجًا نسائيًا يجب أن يحتل مكانته في الحكومة. تُشير إلى أهمية الانتخابات التشريعية أيضًا التي تعتمد على أغلبية ديمقراطية لتحقيق هذه القضايا، ما جعلها تدعم مرشحة ديمقراطية أخرى في سباق الكونغرس.
استخدمت واشنطن المكتبات والمدارس العامة كمراكز اقتراع، حيث لم يتجاوز انتظار الناخبين في المكتبة العامة لمنطقة جورج تاون عشرة دقائق. أحد الناخبين عبّر عن أهمية صوته كحق لا يتمتع به الكثير حول العالم، مؤكدًا أن ارتفاع الجرائم دفعه للتصويت لأي مرشح غير ديمقراطي، مشيرًا إلى أنه يدعم ترامب لتفوقه السابق في الأمن.
في سياق آخر، عبرت الناخبة المستقلة أيمي فينتش عن استيائها لغياب اسم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين من بطاقة الاقتراع، وهي التي تدعم حق الفلسطينيين. أشارت إلى أنها تركت خانة الرئيس فارغة، رغم أن هاريس تمثل جزءًا من خياراتها بصفة عامة، وذكرت أن الظروف الاقتصادية تحتم عليهم التأمل في ولائهم التقليدي للحزب الديمقراطي.
تؤكد استطلاعات الرأي على أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة انقسام حاد، حيث يتوقع الكثيرون أن الانتخابات المقبلة تحمل معها صورة ضبابية. رغم ذلك، يأمل المحتشدون بالاستقرار السياسي والرؤية الواضحة لاسم الرئيس الجديد في أقرب وقت ممكن.