قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن انخفاض أعداد الصواريخ التي يطلقها حزب الله صوب أهداف إسرائيلية يعتمد على رؤية صانع القرار وليس مرتبطا بالقدرات. أوضح الدويري أن أعداد الصواريخ ونوعيتها تخضع لمقاربة تحددها المستوى السياسي، مشددًا على أن التصعيد في إطلاق الصواريخ يجب أن يكون تدريجيًا ومنضبطًا. ودعا إلى الانتظار لمعرفة عدد الصواريخ ونوعيتها في الأيام القادمة. وتجدر الإشارة إلى أن اليوم شهد هدوءًا نسبيًا مقارنة بالأيام السابقة، حيث أطلق حزب الله 90 صاروخًا مقابل أكثر من 110 في الأيام السابقة.
وفقًا للدويري، التصعيد في إطلاق الصواريخ غير مرتبط بالقدرات الصاروخية لحزب الله، بل يعتمد على رؤية صانع القرار. وأضاف أن الحزب يضع خطوط حمراء بسبب تفوق إسرائيل في سلاح الجو واختلال الموازين وخوضه حروبًا غير متكافئة. وبناءً على ذلك، فإن حزب الله لا يمكنه الإفراط في إطلاق الصواريخ النوعية على أهداف ذات قيمة استراتيجية. ويشدد على ضرورة تجنب رد إسرائيلي مفرط بسبب ذلك.
ووفقًا لتقديرات إسرائيلية ومراكز الدراسات، يمتلك حزب الله بين 100 ألف و200 ألف صاروخ، مستبعدًا صحة تصريحات إسرائيل بتدمير 80% من صواريخه. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن حزب الله فقد نحو 80% من قدرته الصاروخية والقذائف. ورغم ذلك، يرى الدويري أن تصريحات إسرائيل غير مبررة مستندًا على الأدلة التي قدمها حزب الله بخصوص منشأة “عماد 5” التي عرضت مؤخرًا.
وخلص الدويري إلى ضرورة أن يكون لحزب الله رؤية واضحة لتوظيف قدراته في خوض حروب طويلة كما حدث في قطاع غزة. وفي هذا السياق، نشر حزب الله مقطع فيديو يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ بإسم “عماد 5″، والتي تضمنت راجمات صواريخ وتجهيزات داخل منشأة عسكرية تحت الأرض. تعتبر هذه الخطوة بمثابة إشارة إلى جاهزية الحزب للتصعيد والرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل.
بناءً على هذه المعلومات، يبدو أن التوتر بين حزب الله وإسرائيل ما زال قائمًا، مع استمرار إطلاق الصواريخ من الطرف اللبناني والتصعيد التدريجي المتوقع. من المهم تحليل الأوضاع الراهنة بعناية وضبط النفس لتجنب سيناريوهات أسوأ في المنطقة. يظل الحوار والحلول السلمية هما السبيل الأمثل لتفادي مواجهات تؤدي إلى تصعيد لا يمكن التنبؤ به وتأثيرات سلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة.