في لحظة مأساوية، فقدت الطفلة الفلسطينية زينة سعيد الغول حياتها نتيجة صاروخ إسرائيلي، بينما كانت تنتظر دورها للحصول على بعض البسكويت في مدرسة أسماء بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. زينة هي واحدة من بين أكثر من 17 ألفاً و289 طفلاً فقدوا حياتهم خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مما يسلط الضوء على درجة وحشية التصعيد العسكري وأثره المدمر على الأطفال الأبرياء.
يسلط هذا الوضع الضوء على الاستهداف المتعمد للأطفال، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مراراً وتكراراً إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزة. لقد حذر من أن الوضع يتفاقم، وأن غزة تتحول إلى “مقبرة للأطفال”. هذه التعبيرات تعكس بوضوح الدمار الذي يلحق بالأجيال القادمة بسبب الحروب التي لا ترحم، ويعبر عن القلق العميق من التبعات الكارثية التي يتعرض لها الأطفال في مناطق النزاع.
بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن الصور المروعة للأجساد الممزقة والأرواح المحطمة لأطفال غزة تُعد شهادة حية على الوحشية التي تُفرض عليهم. تشير التقارير إلى أنه يتم قتل أو إصابة طفل كل عشر دقائق، مما يجعل الحاجة إلى وقف إطلاق النار ضرورة ملحة لحماية الأطفال وضمان حقهم في الحياة والأمان. وبالتالي، يؤكد المدير الإقليمي للمنظمة، أن القتل والتشويه الذي يتعرض له الأطفال لا يمكن تبريره بأي شكل، وأن العالم يجب أن يتحرك بصورة عاجلة.
منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً عنيفة على غزة بدعمٍ أمريكي مطلق، مما أسفر عن سقوط أكثر من 145 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء. الوضع الإنساني قد بلغ مرحلة حرجة في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في المواد الأساسية والمساعدات، مما يتسبب في أزمة غذائية أدت إلى وفاة عشرات الأطفال وكبار السن. يشير هذا التصعيد إلى حجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها المنطقة.
تظهر التقارير أن الحصار المفروض على غزة قد أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني، حيث يعيش سكان القطاع تحت وطأة الفقر والحرمان، وسط تدمير للبنية التحتية والنقص في الخدمات الأساسية. تتعرض المدارس والمستشفيات لأضرار جسيمة، مما يزيد من تفاقم معاناة الأطفال في هذا الوضع. وبالتالي، تبدو الحاجة ملحة إلى استجابات إنسانية عاجلة لوقف الكارثة المتزايدة والضغط على المجتمع الدولي للتدخل بسرعة.
في الختام، يجب أن يكون هناك ضغط دولي متزايد نحو تحقيق العدالة للأبرياء والأطفال الذين لا ذنب لهم في الحروب الدائرة. إن الوضع في غزة يتطلب التزاماً عالمياً حقيقياً لوقف هذه المأساة الإنسانية، وحماية حقوق الأطفال وتمكينهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية. المسؤولية المشتركة تقع على عاتق جميع الدول ومنظمات حقوق الإنسان لإيجاد حلول فعالة لضمان الأمان والسلم في المنطقة.