تتساءل صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عما إذا كانت الولايات المتحدة تشهد انتخابات رئاسية جديدة يتنافس فيها المرشحان الرئيسيان على النتائج، أو إذا كان الشعب يتوقع ما هو أسوأ. يتناول التقرير الذي كتبه إدوارد لوس الشكوك المحيطة بالانتخابات الحالية، حيث أن الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب تعتمد بشكل واضح على الإدعاء بأنه تعرض للخداع في انتخابات 2020 التي فاز فيها الرئيس الحالي جو بايدن. يشير التقرير إلى احتمالين يواجههما المجتمع الأمريكي بعد الانتخابات القادمة، وهما احتمال إشعال حرب قانونية وإعلامية في حال فازت كامالا هاريس، واحتمال آخر يتعلق بمدى سيطرة ترامب على السلطة في حالة فوزه.
يشير لوس إلى أن التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه قد يتكرر بطريقة تتشابه في بعض الفصول عندما يتعلق الأمر بالنتائج. ويعبر عن قلق المحامين الدستوريين حيال تأثير نتائج الانتخابات على الاستقرار السياسي. ففوز هاريس، حتى لو كان غير محتمل، سيشكل اختباراً لصبر النظام القانوني والإعلامي، بينما فوز ترامب قد يعيد إلى الأذهان التوترات التي شهدها المجتمع الأمريكي في الفترة ما بعد فوز بايدن. كما يعرب خبراء عن عدم توقع حدوث اجتياح لمركز الكونغرس كما حدث في يناير 2021، حتى لو كانت النتائج لصالح هاريس بفارق ضئيل.
يمثل الفوز بفارق ضئيل خطرًا حقيقيًا، حيث أن فرز الأصوات قد يستغرق وقتًا أطول مقارنة بالانتخابات السابقة، مما قد تتبعه تداعيات سلبية. وفقًا للتقرير، أي فارق أقل من نصف نقطة مئوية سيؤدي إلى إعادة فرز تلقائية، وقد يستغرق ذلك أيامًا أو أسابيع. وفي ظل هذا الوضع، بدأ الحزب الجمهوري في رفع الدعاوى ضد إجراءات الاقتراع، مما يعكس مدى القلق الذي تمر به الانتخابات.
الخوف الأعظم يتعلق بالمعلومات المضللة التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة إكس المملوكة لإيلون ماسك. تعتبر فايننشال تايمز أن هذه المعلومات تمثل “سلاحًا جديدًا” لترامب، حيث تنتشر مجموعة من الروايات التي تدعي وجود تلاعب في الانتخابات، مثل إدعاءات استيراد المهاجرين للتصويت لصالح هاريس. وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع السياسية وزيادة الانقسامات.
إذا فاز ترامب، ستبقى الروايات الموازية مفقودة من الحزب الديمقراطي حول تلاعب ترامب بالنتائج. يُشير لوس إلى أن ترامب لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا لمعارضيه، حيث أوضح أنه ينوي اتخاذ إجراءات قانونية ضد من يعتبرهم خانوه، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على العديد من الشخصيات، بما في ذلك أولئك الذين انتقدوه علنًا. كما تتضمن وعوده في حال فوزه إلغاء القضايا القانونية المرفوعة ضده وعفو جماعي عن المهاجمين الذين اقتحموا الكابيتول.
تتضح صورة مستقبلية مقلقة باختيار ترامب لطاقمه في حال فوزه، حيث سيحرص على انتقاء من يدعمه ولديه نفس رؤيته، مما يعني إقصاء المعتدلين من الحزب الجمهوري. يتوقع الخبراء أن يكون هذا التغيير فوريًا وسريعًا، مما يعكس طبيعة إدارة ترامب التي تفضل الولاء المطلق. كل هذه العوامل تشير إلى أن الانتخابات المقبلة ستحمل في طياتها الكثير من التوتر السياسي وتوحي بأن المشهد السياسي الأمريكي قد يصبح أكثر تعقيداً وارتباكًا.