في ظل قرب انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 وما شهدته من تصويت لأكثر من 75 مليون ناخب، كان المرشحان الرئيسيان، كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، في سباق محموم لجذب المزيد من الأصوات، خاصة في الولايات المتأرجحة. تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى تقارب غير مسبوق بينهما، مما يعكس حالة من الاستقطاب الحاد في المجتمع الأمريكي، ما جعل من الصعب التنبؤ بهوية المرشح الذي سيفوز. وفقاً لخبراء الانتخابات، لا يمكن تحديد المرشح الأوفر حظاً في الأيام الأخيرة من الحملة، حيث يبقى العدد الكبير من الناخبين المترددين عاملاً حاسماً.

يرى غريغوري كوجر، مدير مركز جورج هانلي للديمقراطية، أن الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة سيكون له تأثير كبير على الانتخابات المقبلة، حيث إن غالبية الناخبين قد اتخذوا خياراتهم بالفعل، مما يسمح فقط لفئة قليلة بالتردد. في اللحظات الأخيرة من الحملة، تركز جهود المرشحين على التأكد من تصويت مؤيديهم وإقناع الناخبين المترددين، وهو ما يجعل المعركة الانتخابية أكثر تعقيداً. بينما تعتقد كانديس توريتو، مديرة برنامج التحليلات السياسية، أن النظام الانتخابي الفريد يجعل انتظار النتائج مثيراً، حيث يتطلب من المراقبين متابعة كامل التفاصيل لحساب الأصوات في كل ولاية بدقة.

توحي القواعد الصارمة المتعلقة بفرز الأصوات والتصديق عليها بأن عملية تحديد النتائج قد تستغرق وقتاً، خاصة في الولايات التي شهدت تأخيرات في الانتخابات الماضية. يضيف كوجر أن الإرادة الشعبية هي التي ستحدد النتيجة النهائية، رغم التحديات التي قد تطرأ نتيجة الطعون القانونية. أما بالنسبة لتوريتو، فقد أوضحت أنه بالرغم من الشائعات حول التزوير، فإن اللوائح الحالية تحدد عملية التصديق على النتائج. وبشكل عام، تعتبر استطلاعات الرأي أداة تنبوئية وليست ملزمة، مما يعني أن النتائج تبقى خاضعة لمتغيرات اللحظة الأخيرة.

تناقش الفجوة بين الناخبين وكيفية اختلاف توجهاتهم عن تلك التي اعتمد عليها الرؤساء السابقون. إذ يلاحظ كوجر تراجع الدعم الانتخابي لهاريس بين بعض الشرائح مثل الشباب والنساء من خلفيات عرقية معينة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تكرار نمط التصويت الذي حقق نجاحاً لباراك أوباما وجو بايدن. من جهة أخرى، استطاع ترامب تعزيز حضوره بين بعض شرائح الشباب واللاتينيين والسود، مما يدل على تغيرات ديناميكية في التعبيرات الانتخابية بين الجنسين والعرقيات.

تتمثل إحدى القضايا الرئيسية في الدوافع الجندرية وتأثيرها على الناخبين، حيث تظهر بيانات تدل على أن الناخبين الذكور البيض يمثلون تاريخياً قاعدة دعم ترامب. ترى توريتو أن ميول الرجال ضد هاريس تعتمد على عوامل عنصرية واجتماعية، مما يعكس الفجوات الجندرية العميقة في السياسة الأمريكية. وعلى الرغم من أن سياق الانتخابات الحالي قد يعطي مؤشرات على استعداد البلاد لتقبل امرأة في منصب الرئاسة، فإن العديد من الرجال لا يزالون مترددين في دعم هاريس.

تشير البيانات إلى أن الناخبات النساء بمختلف خلفياتهن العرقية لا يتجهن بالضرورة نحو هاريس، مما يزيد من تعقيد الصورة الانتخابية. يؤكد الخبراء أن الوقت المتبقي حتى الانتخابات قد يؤثر بشكل كبير على اختيارات الناخبين، وتبقى تجربة الانتخابات الأمريكية فريدة ومعقدة، تحتاج إلى تقييم دقيق من كل الجوانب. بين الديناميات السياسية المتغيرة والمجتمع المنقسم، يتوقع أن تكون نتيجة الانتخابات حاسمة وستحدد اتجاهات السياسة الأمريكية للسنوات القادمة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.