تم قضاء وقت في نيويورك وواشنطن لمشاهدة كيفية عمل الشركات العالمية وكيف تحقق المليارات في قيمتها السوقية. وجدت أن الاختلاف الرئيسي بين إدارتها وإدارتنا يكمن في مدى التفاعل والإبداع لديهم، بينما قد يكون لدينا العديد من المهارات والمعرفة لكن نحتاج إلى تطبيقها عمليا بشكلٍ صحيح. واكتشفت أن الأسبقية التي يمتاز بها الفريق العمل في الشركات الكبرى هي Proactivity، ورغم أننا نعلم عنها إلمامًا علميًا إلا أننا لا نمارسها بشكل مناسب وليس لدينا تطبيق عملي لها.
تم اختيار مثالين لمديرين للتحليل: المدير (F) في شركة كبيرة والمدير (H) في شركة عادية. وتمت مقارنة وضعهما من ثلاثة جوانب: بداية العمل والمهام، العلاقة مع الفريق، والموقف التنظيمي للمديرين. وأظهرت هذه المقارنة الاختلافات الكبيرة بين الاستقبال للتحديات والتطلع إلى تحقيق الأهداف بين الشركات الكبيرة والشركات العادية.
يتزايد التنافس وتراكم المعرفة في العصر الحالي، ومع رؤية المملكة 2030 يصبح من الضروري تكثيف الجهود لإنشاء بيئة عمل استباقية وإنتاجية يمكنها تحقيق الأهداف بسرعة وتجاوز التحديات. ولتحقيق ذلك، يجب أن تكون التوجيهات والتعليم هما الأساس في تنفيذ هذه الرؤية، بما أن الشباب الذي يملك مهارات وتعليم عالي يحتاج إلى توجيهات فعلية لاستثمار مواهبهم بشكل أفضل.
من الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها هو الإلمام والممارسة العملية لمفاهيم الاستقبال والإبداع في بيئة العمل. فالتعليم والنظريات الإدارية لا تكفي وحدها، بل يجب تطبيقها عمليًا لكي يتم تحقيق استفادة منها بشكل كامل. والعمل الجاد على تنفيذ هذه الأفكار في الواقع يعتبر أمرًا حاسمًا لتدريب وصقل مهارات الشباب في مجال الإدارة والقيادة.
لتحقيق النجاح في مجال الإدارة الحديثة، يجب على الشركات والفرق العمل التفكير باستمرار في كيفية تحقيق التطور والنمو. ويجب أن يكون الابتكار والإبداع من الأولويات الرئيسية في بناء بيئة عمل مناسبة تسهم في تحقيق الأهداف وتجاوز التحديات بنجاح. ومن خلال تطبيق هذه النهج الإستراتيجي، يمكن للشركات الارتقاء إلى مستوى عالٍ من الإنتاجية والنجاح في السوق.