في الأزمات الكبيرة، يُعتبر وجود العقول الكبيرة والقلوب الكبيرة والنفوس الكبيرة أمرًا ضروريًا، خاصة في العمل الإسلامي الذي يتصدر مجال الأزمات بأدواره المختلفة. ورغم وجود هم العمل المشترك وضرورة تحقيق الوحدة والتعاون لتحقيق الفلاح، فإن أساسية التحديات تكمن في فقدان الثقة بين مكونات العمل الإسلامي المختلفة، مما يعوق تحقيق التجانس والتعاون والتكامل. ويُعزى هذا الفقدان في الثقة في الغالب إلى أسباب نفسية تُبررها وتمررها بشكل فكري.
أزمة الثقة تُجعل مكونات العمل الإسلامي تتعامل بشكل أكبر مع المكونات غير الإسلامية بدلاً من التعاون مع المكونات الإسلامية الأخرى، ويُلاحظ تكوين تحالفات غير متوقعة بين مكونات متنافسة أو مخالفة. تتمثل أحد أهم جوانب هذه الأزمة في استخدام التقية، حيث يُستخدم خطابان يعبران عن السلوك الإسلامي بشكل مختلف، مما يُعوِّد أفراد المكونات على التباين بين الأقصى الخارجي والقلب الداخلي.
لحل أزمة الثقة، يحتاج العمل الإسلامي إلى استعادة الثقة بالخطاب الإسلامي الصادق، والعمل على إعادة توجيه الخطاب الداخلي نحو تعزيز الأخوة الإيمانية وتعبئة القواعد بالمعاني الصحيحة. يجب تنفيذ إجراءات سلوكية تساعد في كسر الجليد بين المكونات المختلفة وتعزيز التواصل الحقيقي بينها. وباستمرار الجهود المستمرة والتعاون الفعال، يمكن استعادة الثقة بين جميع مكونات العمل الإسلامي وتحقيق الوحدة المنشودة.