تُعاني العاصمة العراقية بغداد من مشاكل كبيرة تتعلق بغرق الشوارع خلال مواسم الأمطار، وهو أمر يتكرر بشكل سنوي. يُظهر المواطن أبو وسام استيائه من هذه الظاهرة التي تعطل الحياة اليومية وتسبب خسائر في الممتلكات، بالإضافة إلى المخاطر التي تهدد أرواح المواطنين، مثل أسلاك الكهرباء المبتلة. يعكس هذا التكرار الفوضوي حالة الإهمال وسوء التخطيط الذي يشهده النظام الإداري. يتساءل أبو وسام عن عدم قدرة الحكومة على توفير بنية تحتية تحمي المواطنين من آثار الأمطار، مع المطالبة بإجراءات عاجلة لمعالجة هذه المشكلة المزمنة عن طريق صيانة وتوسعة شبكات الصرف الصحي.

أحدثت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام الماضية أزمة كبيرة في بغداد، حيث تُظهر الشوارع الرئيسية والفرعية في العاصمة بأنها باتت بحيرات من المياه. أعلنت بعض المحافظات تعطيل الدوام الرسمي، مما يعكس حجم التأثير الذي تتركه هذه الظاهرة على حياة المواطنين. يستدعي تكرار هذه السيناريوهات تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية في بغداد وفي باقي المحافظات لمواجهة الظروف المناخية الصعبة، حيث يطالب المواطنون المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم لمنع تكرار هذه الكوارث.

يشير الخبير البيئي موفق صالح إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء تكرار غرق الشوارع هو تقادم أنظمة التصريف. تثبت هذه الأنظمة كفاءتها في الأحياء القديمة، ولكنها تعاني من التدهور بسبب تزايد أعمال البناء والتوسع العمراني. كما تدفع الكثافة السكانية المرتفعة إلى زيادة الضغط على نظام الصرف، حيث إن الارتفاع الكبير في عدد الأسر وبناء الشقق يسهم بشكل مباشر في زيادة كمية المياه التي يتعين تصريفها. يُذكر أيضاً أن بعض التصرفات السلبية مثل سرقة أغطية المناهل وتخريب مكونات الصرف تعوق عمل هذه الأنظمة وتؤدي إلى تفاقم مشاكل الغرق.

وفي سياق الاستجابة للأزمة، أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة بغداد، عدي كاظم الجنديل، أن فرق الأمانة تمكنت من السيطرة على تجمعات المياه خلال زمن قياسي. وقد تم تفعيل غرفة العمليات المركزية فور بدء هطول الأمطار لتنظيم وتنسيق جهود فرق الصيانة، وقد ساهم تشغيل جميع محطات الضخ وخطوط الطوارئ بسعة قصوى في تصريف المياه بشكل سريع. كما أشار الجنديل إلى مشروعات طموحة تهدف إلى تطوير البنية التحتية للعاصمة، مثل مشروع قناة الشرطة التي تهدف إلى تحسين قدرة المدينة على تصريف مياه الصرف الصحي والأمطار، ومشروع شمال الكاظمية لتحسين الخدمات في 17 منطقة سكنية.

تتجاوز تأثيرات غرق الشوارع إلى مجالات بيئية متعددة. يبرز الخبير البيئي تأثير غرق الشوارع بشكل كبير على انتشار الأمراض المعدية بسبب التلوث الناتج عن المياه الراكدة، مما يشكل تهديداً للصحة العامة. كما أن غرق الشوارع يؤثر سلباً على النباتات والبيئة المحيطة، مما يجعلها أكثر عرضة للأضرار. والأكثر من ذلك، يُسهم غرق الشوارع في انتشار الروائح الكريهة، مما يُفاقم من المشاكل الصحية ويزيد من انتشار الأمراض.

أخيراً، يُشدّد الخبراء والمواطنون على أهمية تحمّل جميع الأطراف مسؤولياتها في التصدي لهذه التحديات. ينبغي على المواطنين أن يكونوا يقظين في حماية مجتمعاتهم وتبليغ السلطات المختصة عن أي خروقات تتعلق بالبنية التحتية. وفي الوقت نفسه، يطالب السكان بضرورة محاسبة المسؤولين عن الأمور التي تُدخلهم في دوامة من الإهمال المتكرر، مؤكدين أهمية اتخاذ إجراءات فعالة لمنع وقوع مثل هذه الكوارث في المستقبل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.