أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن اكتشاف فريد لقرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر شمال غربي المملكة، وقد تم نشر البحث الأثري الجديد في مجلة علمية مرموقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في الرياض، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الاكتشاف الأثري وتأثيره على المملكة على الصعيد الدولي، إذ يعزز هذا الاكتشاف جهود المملكة في حماية التراث الثقافي والتاريخي وتعزيز الوعي بالتراث الإنساني المشترك.

يؤكد الاكتشاف تزام المملكة بالحفاظ على التراث العالمي وتعزيز التراث الثقافي وفقا لرؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز الشراكات الدولية لنقل هذا الإرث الثقافي الغني إلى الأجيال القادمة وللعالم بأسره. ويتضح من الاكتشاف الانتقال من حياة الرعي المتنقلة إلى الحياة الحضرية المستقرة، مما يغيّر المفاهيم السابقة حول المجتمع الرعوي والبدوي في شمال غربي الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي.

تشير الدراسات إلى أن مناطق مثل خيبر كانت مراكز حضرية مهمة تدعم استقرار المجتمعات بها بشكل دائم، مع ظهور الزراعة وتجارة المجتمعات المتنقلة. كما كان لظهور هذا النمط الحضري تأثير كبير على النموذج الاقتصادي الاجتماعي في المنطقة. ورغم وجود مجتمعات رعوية متنقلة في المنطقة، تشير الأدلة إلى وجود واحات مسوّرة ومتصلة في العصر البرونزي مثل واحة خيبر.

تظهر الأدلة أن القرية المكتشفة في واحة خيبر، تعود إلى الفترة ما بين 2400-2000 قبل الميلاد إلى 1500-1300 قبل الميلاد، وكان لها سور حجري بطول 15 كيلومتر يحيط بها للحماية. تمت دراسة هذا الاكتشاف بالتعاون بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والوكالة الفرنسية والمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، ويتم إدارة أحد أكبر برامج البحث الأثري في العالم من قبل قسم الآثار والحفظ في الهيئة.

تضاف الاكتشافات الجديدة الى سلسلة الدراسات التي بدأت منذ 2018م لاستكشاف معالم العلا وخيبر، بما في ذلك المستطيلات الحجرية الضخمة والمصائد الحجرية والطرق الجنائزية. وتشير هذه الدراسات إلى أن المجتمعات في العصر البرونزي كانت أكثر تعقيدا وارتباطا بالمنطقة الأوسع مما كان يُعتقد سابقاً. يعد هذا الاكتشاف فرصة لفهم حياة السكان القدماء في القرية ونمط الحياة الذي كانوا يعيشونه.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.