انتقد تقرير نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” حول الإنفاق الأميركي على الحروب التي تخوضها إسرائيل في غزة ولبنان، مشيراً إلى أن هذا الإنفاق تجاوز الميزانيات المخصصة لمراكز السيطرة على الأمراض ووكالة حماية البيئة معاً. وقد رأى كاتب التقرير، ويليام هارتونغ، أن توجيه الموارد نحو دعم حلفاء يزعزعون استقرار الشرق الأوسط هو سياسة غير حكيمة، في حين دعا إلى ضرورة توجيه الجهود نحو إيجاد حلول سلمية للأزمات في المنطقة. يعتمد تقريره على البيانات من مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون، ليؤكد أن فاتورة الدعم الأميركي لحروب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإضافة إلى العمليات الأميركية في المنطقة بلغت أكثر من 22.76 مليار دولار منذ بداية الحرب في غزة.

رغم أن هذا المبلغ يبدو ضئيلاً مقارنة بميزانية البنتاغون السنوية التي تبلغ حوالي تريليون دولار، إلا أنه يُعد ضخماً بالنسبة لاحتياجات وطنية ملحة أخرى، مما يثقل كاهل دافعي الضرائب الأميركيين. وأكد هارتونغ أن التكاليف البشرية للحروب التي تلطخت بها الأراضي الفلسطينية هي تكاليف باهظة، حيث أن أكثر من 40 ألف شخص قد لقوا حتفهم في غزة، معظمهم من النساء والأطفال. كما أدى التصعيد إلى نزوح ملايين الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية للرعاية الصحية، مما يحتم ضرورة وقف إمدادات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.

وأشاد التقرير بمجهودات بعض الأعضاء في الكونغرس الأميركي مثل السيناتور المستقل بيرني ساندرز والديمقراطي بيتر ويلش والسيناتور الديمقراطي جيف ميركلي، الذين حاولوا وقف الخطط الجديدة التي تهدف لبيع أسلحة تزيد قيمتها على 20 مليار دولار لإسرائيل. تشمل هذه الأسلحة طائرات مقاتلة من طراز إف-15، وقذائف مدفعية، وقنابل موجهة. ورأى هارتونغ أن الخطر الأكبر يكمن في احتمال استجابة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لضغوط حكومة نتنياهو لتوجيه ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تصعيدٍ خطير في التوترات في المنطقة.

كما حذر الكاتب من أن تزايد تكاليف العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط مرتبط بتصاعد الصراعات. أشار إلى نشر حاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وزيادة عدد الجنود على الأرض، بالإضافة إلى الاشتباكات الصاروخية مع الحوثيين. وقد ذكر أيضاً تزويد إسرائيل بمنظومة الدفاع الجوي “ثاد”، محذرا من أن هذه الإجراءات تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتعقيد الأزمات في المنطقة.

في الختام، يشير التقرير إلى أن الأضرار الناتجة عن دعم الحروب الإسرائيلية لن تؤثر فقط على الفلسطينيين بل ستؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي والدولي. إن تبني سياسة أكثر تخطيطاً وشمولية سيساهم في وضع حد لهذه المدمرات المتواصلة، مما يتيح للدول المجاورة العمل معاً لإيجاد حلول سلمية دائمة. وبذلك يُعتبر تبني مبادرات دبلوماسية وحل النزاعات بطريقة سلمية ضرورة ملحة تدعو لها الأحداث الحالية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.