تشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة تحمل غموضاً كبيراً، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الولايات المتأرجحة السبع تفصل بينها نقطتان أو أقل. يبرز هذا التباين أهمية توخي الحذر في التوقعات، فإما أن يكون الشخص الذي يتوقع النتائج مخدوعاً أو غاية في الذكاء. ولذلك، يستعرض المحلل آرون بليك السيناريوهات المحتملة للفوز وكيفية وصول كل مرشح إلى النصر، من خلال سبع سيناريوهات مرتبة حسب احتمالية وقوعها.
في السيناريو الأول، يتوقع أن تتمكن كامالا هاريس من تحقيق النصر من خلال ما يسمى بـ “الجدار الأزرق”، حيث تمتلك حالياً تقدماً طفيفاً في أربع من الولايات المتأرجحة، وهي ميشيغان ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا. إذا نجحت هاريس في كسب هذه الولايات، ستتمكن من تحقيق 276 صوتاً انتخابياً، بينما تحتاج إلى 270 فقط. ومع ذلك، يؤكد المحلل على أن الناخبين البيض وكبار السن قد يؤثرون في النتائج، خاصة أن هذه الولايات كانت ذات ميول ديمقراطية قبل فترة حكم ترامب.
أما السيناريو الثاني، فيشير إلى احتمال فوز ترامب من خلال الولايات الشرقية مثل جورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا. على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر تفوق هاريس في بنسلفانيا، يحافظ ترامب على تقدمه الطفيف في جورجيا وقد يوسع تقدمه في كارولينا الشمالية. يشير ذلك إلى أهمية الناخبين السود في جورجيا وكارولينا الشمالية، حيث يمكن أن تؤثر تجربته القانونية بشكل إيجابي على جاذبيته بينهم.
في السيناريو الثالث، يحدد المحلل الطريق الأكثر منطقية لترامب الذي يمر من خلال الولايات الجنوبية مثل أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية. ومع ذلك، يتطلب هذا السيناريو فوز ترامب بعدد أكبر من الولايات، مما يعني أن عليه النجاح في الحصول على ولاية شمالية إضافية. وقد كانت هذه الولايات تقليدياً في صف الجمهوريين، ولم تتحول إلى الاعتدال إلا في السنوات الأخيرة.
يتناول السيناريو الرابع إمكانية فوز ساحق لهاريس إذا استمرت استطلاعات الرأي بالإشارة إلى تقدمها. فمن الممكن أن تعزز انتصاراتها في الولايات المتأرجحة من أصواتها إلى حوالي 300 صوت انتخابي. ستبرز في حالة تحقق هذا السيناريو دور النساء في الدعم لها ولموقفها من حقوق الإجهاض، وهو ما كان له تأثير كبير في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.
على الجانب الآخر، السيناريو الخامس يشير إلى فوز ساحق لأحد ترامب. يقول المحلل إن استطلاعات الرأي قد تقلل من حظوظ ترامب كما فعلت في انتخابات 2016 و2020. فإذا كانت هذه الاستطلاعات غير دقيقة، قد يتمكن ترامب من الفوز بجميع الولايات المتأرجحة باستثناء نيفادا، وبالتالي يمكن أن يحصل على عدد كبير من الأصوات الانتخابية.
في السيناريو السادس، يطرح احتمال مزيج غير متجانس من النتائج، حيث ينقسم الفوز بين ولايات شمالية وأخرى في حزام الشمس. يمكن أن تخسر هاريس ولاية شمالية لكن تعوض ذلك في ولايات أخرى، مما يبرز الطبيعة المتطورة للانتخابات الأمريكية. أخيراً، السيناريو السابع يتحدث عن إمكانية التعادل 269-269 في المجمع الانتخابي، وهو أمر نادراً ما يحدث لكنه يبقى احتمالاً قائماً، مما يعني دخول البلاد في حالة من عدم اليقين حول من سيصبح رئيسها القادم.