ومنذ العام 2003، بدأت تظهر توقعات تشير إلى قرب نهاية المشروع الصهيوني في إسرائيل، حيث أشار السياسي أبراهام بورغ إلى إحتمالية أن يكون جيله هو الجيل الصهيوني الأخير. ومع مرور أكثر من 20 عامًا، وجد المؤرخ إيلان بابيه نفسه يعبر عن نفس الاعتقاد، مؤكدًا على أن النهاية لن تأتي في المستقبل القريب، وأن هناك بداية للنهاية لمشروع الصهيونية. ويقدم بابيه مؤشرات وإرهاصات لإنهيار الصهيونية، ويدعو إلى الاستعداد له من الآن.
وبينما يزداد توتر الصراع داخل إسرائيل بين الأحزاب الصهيونية العلمانية والصهيونية الدينية، يُلاحظ ارتفاع نسبة الفقر بين الإسرائيليين، ويبدأ الشباب في الهروب من الخدمة العسكرية. تقترح حلولًا للقضية الفلسطينية، بما في ذلك دعم الحركات الاحتجاجية مثل الحملة للتشديد وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وتوقعات بقرب نهاية الفصل العنصري في فلسطين مستمدة من نموذج انهيار الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وفي ظل تغيرات في الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية، تتزايد المطالب للاعتراف بدولة فلسطين، ويتنامى دعم حركات المقاطعة والعزل. ينصت المجتمع الإسرائيلي إلى مؤشرات نهاية المشروع الصهيوني، ويبدأ الكثير من الشباب بالتراجع عن الانخراط بالجيش ويبدأون في تقديم رفض للخدمة العسكرية.
وبين نقبات الصراع الداخلي والتحولات في الرأي العام العالمي، يظهر أن خطر الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية يهدّد من الداخل أكثر من أي شيء آخر. وهذا يعكس الاعتماد الشديد على الدعم الخارجي، والذي يُظلل وجود إسرائيل ويحافظ عليه على قيد الحياة. ومع تزايد الطلبات لإنهاء النزاع وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، يبدو أن نهاية المشروع الصهيوني قد تكون قريبة.