على الرغم من اقتراح تسوية لوقف إطلاق النار في لبنان، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الاتفاق قبل معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وتقضي التسوية المقترحة بإبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل. على الجانب الآخر، يواجه السماح للإسرائيليين بضرب لبنان خلال الفترة الانتقالية معارضة شديدة من حزب الله والحكومة اللبنانية بسبب انتهاك سيادة لبنان.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار إلى تحقيق تقدم جيد في مفاوضات لبنان ودعا إلى حل دبلوماسي ووقف إطلاق النار. من جانبه، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على ضرورة أن تحقق أي تسوية في لبنان الأمن وتسمح بمواجهة تسلح أعداء إسرائيل. ومن المتوقع أن تستمر زيارات المسؤولين الأميركيين للشرق الأوسط بهدف خفض التصعيد في المنطقة، على الرغم من عدم احتمالية حدوث تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في القريب العاجل.
يواصل الجيش الإسرائيلي قصف لبنان بشكل يومي منذ 23 سبتمبر الماضي، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات. في المقابل، يرد حزب الله بإطلاق صواريخ ومسيّرات وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية، مما يزيد من حدة التوتر بين الطرفين. وفي هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل للوصول إلى تسوية تحقق الأمن والاستقرار في لبنان، مع تركيز على تحييد حزب الله ومنعه من إطلاق صواريخ على إسرائيل.
وتتضمن التسوية المقترحة في لبنان فترة انتقالية تمتد لمدة 60 يوما للتأقلم مع بنود الاتفاقات، وتحديد آلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان حرية حركة إسرائيل في حال تعرضت لأي تهديدات. ورغم التفاؤل الذي تعبر عنه بعض المصادر بالتوصل إلى اتفاق قريبا، إلا أن هناك تحفظات من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب عدم معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وتأثيرها المحتمل على التسوية المحتملة في لبنان.
بالنهاية، تظل قضية لبنان واستمرار التوتر مع إسرائيل موضوعا حساسا يحتاج إلى حل دبلوماسي شامل يحقق المصالح المشتركة ويضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. ومع استمرار التفاوضات والجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرها من الأطراف، قد تتحقق تسوية تلبي تطلعات الجميع وتعيد الاستقرار إلى لبنان والمنطقة بشكل عام.