في بيان رسمي نُشر مساء الخميس، نفى الجيش المصري بشكل قاطع وجملة وتفصيلًا ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات المشبوهة حول مساعدة مصرية لإسرائيل في عملياتها العسكرية في قطاع غزة. وأكد البيان على عدم وجود أي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة المصرية هي درع الوطن وسيفه لحماية مقدراته والذود عن شعبه.
ونقلت قناة “القاهرة” الإخبارية عن مصدر مصري رفيع المستوى تأكيده أنه لا صحة لما تردد في بعض وسائل الإعلام حول استقبال ميناء الإسكندرية السفينة الألمانية “كاثرين” التي تحمل مواد عسكرية لصالح إسرائيل. هذا يأتي في سياق تقديم محامون معنيون بحقوق الإنسان تماسًا إلى القضاء الألماني لمنع شحنة من المتفجرات تحملها السفينة والتي يقولون إنها متجهة إلى إسرائيل.
وأشارت بيانات مأخوذة من مجموعة بورصات لندن وموقع تتبع السفن “مارين ترافيك” إلى وصول السفينة الألمانية إلى ميناء الإسكندرية المصري يوم الاثنين. وأشارت الدعوى المقدمة من مركز الدعم القانوني الأوروبي إلى أن شحنة المتفجرات يمكن إدخالها في الذخائر المستخدمة خلال حرب إسرائيلية على غزة، مما يمكن أن يساهم في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جانبها، تشير وكالة الأناضول إلى توتر بالعلاقات بين مصر وإسرائيل منذ سيطرة الأخيرة على محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر. وهذا التوتر يأتي على خلفية انتقادات مصرية متواصلة لإسرائيل جراء حربها على غزة وعرقلتها للمساعدات الإنسانية. تشن إسرائيل حربًا “إبادة جماعية” على غزة منذ أكتوبر 2023، مما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين ودمار هائل ومجاعة كارثية في القطاع.
وتواصل إسرائيل مجازرها في غزة، متجاهلة قرارات المجتمع الدولي وأوامر المحكمة العدلية الدولية. وتعاني السفينة الألمانية “كاثرين” من عرقلة لدخول موانئ أفريقية ومنطقة شرق المتوسط بسبب الشحنة التي تحملها والمتجهة إلى إسرائيل. وتؤكد ألمانيا أن الشحنة لم تتم تحميلها من أراضيها ولا تحتاج لترخيص تصدير من ألمانيا.
هذه التطورات تعكس التوتر الحالي في العلاقات بين مصر وإسرائيل، خاصة في ظل التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة مؤخرًا. وتبقى الأوضاع في قطاع غزة مقلقة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على السكان المدنيين والتجاوزات الإنسانية الخطيرة التي يرتكبها الاحتلال في المنطقة. يظل على الدول المعنية تحمل مسؤولياتها في العمل على وقف العدوان وتوفير الإغاثة للمدنيين المتضررين في غزة.