كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن اضطرار الجيش إلى الاقتصاد في الذخيرة جعل جنوده بقطاع غزة يعتمدون أساليب قتال مختلفة، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى بشكل ملحوظ، خاصة في حالات انفجار العبوات الناسفة. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 17 من جنوده الشهر الماضي في غزة، بسبب انفجار عبوات زرعت داخل المباني، وذلك بسبب تقنين الذخيرة والتحول إلى استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا التحدي.
وفي هذا السياق، أشار ضباط وجنود للصحيفة أن القيام بعمليات قصف جوار المباني قبل اقتحامها كان من الأساليب المعتادة للتصدي للعبوات المزروعة، غير أن اضطرار الجيش إلى تقنين الذخيرة حاليا جعله يبحث عن حلول بديلة. وعلق ضباط وجنود يخدمون بغزة على أن الحد من عدد ضحايا العبوات الناسفة يحتاج إلى إيجاد حلول لتقنين الذخيرة وتوفير غطاء لوحدات الاقتحام في السلاحين الحو والمدفعية.
وكان الجيش الإسرائيلي يعتمد في الفترة السابقة على قصف المواقع المحيطة بالمباني قبل الاقتحام، بهدف القضاء على أي عبوات مزروعة، ولكن مع تحول الأوضاع وتقنين الذخيرة، تطورت أساليب القتال وبدأ الجيش في اتباع استراتيجيات جديدة لمواجهة التهديدات. وتعتبر استخدام مدرعات “انتحارية” بديلا من الحلول التي تقدمها الجيش لتقليل الخطر الناتج عن العبوات الناسفة، على الرغم من أنها قد تكون غير فعالة مقارنة بالقصف الجوي.
وتظهر البيانات أن تقنين الذخيرة أدى إلى ارتفاع عدد الحوادث التي تسفر عن وفيات لجنود الاحتلال، وبالتالي جعل الجيش يبحث عن حلول بديلة لمواجهة هذا التحدي. وهذا آخر ما أقر به الجيش الإسرائيلي، حيث أشار إلى ضرورة اتباع استراتيجيات جديدة وتطوير أساليب القتال للتصدي للتهديدات المتزايدة في غزة.
ونتيجة لتقنين الذخيرة والاعتماد على استراتيجيات جديدة، تزايدت الخسائر بشكل كبير لدى جنود الاحتلال، حيث تضمنت الأضرار أيضا وحدة عوكيتس التي تستخدم الكلاب للكشف عن المتفجرات. ويعتبر استخدام الكلاب من الأساليب التقليدية التي تستخدمها القوات المسلحة للكشف عن الألغام والأجسام المشبوهة، لكنها تعرضت لخسائر كبيرة جراء استكشاف المتفجرات في المناطق المعرضة للخطر.