تم دفن زوسيا مع قفل على قدمها ومنجل حديدي حول رقبتها في مقبرة مجهولة في مدينة بيين شمال بولندا، حيث كانت واحدة من النساء اللواتي اعتبرهم جيرانها مصاصات دماء. وباستخدام الحمض النووي والطباعة ثلاثية الأبعاد والصلصال، تمكن فريق من العلماء من إعادة بناء وجه زوسيا التي تعود تاريخها إلى 400 سنة، مكشفين عن قصتها الإنسانية التي دفنت تحت المعتقدات الخارقة.
قال أوسكار نيلسون، عالم الآثار السويدي، إن المقبرة التي وُجدت فيها زوسيا كان قبرها الرقم 75، وكانت المقبرة تحتوي على جثث أخرى ، بما في ذلك طفل مدفون مثلها ووجهه نحو الأسفل ومقيد بقفل مماثل عند القدم. لم يكن الكثير معروفًا عن حياة زوسيا، ولكن المواد التي دفنت معها تشير إلى أنها كانت من عائلة ثرية.
تمت عملية إعادة بناء وجه زوسيا بإنشاء نسخة ثلاثية الأبعاد من جمجمتها، ثم استخدام طبقات من الصلصال لتشكيل ملامح وجهها بدقة. استخدم نيلسون بنية العظام والمعلومات الأخرى لتقدير ملامح وجه زوسيا التي تشير إلى الجنس والعمر والعرق والوزن التقريبي.
يعتقد فريق العلماء أن المنجل والقفل كانت موجودة على قدم زوسيا لحمايتها من مصاصي الدماء، حيث كانوا يعتقدون في ذلك الوقت بوجود قوى سحرية لهذه الأدوات. هذه الاكتشافات تكشف عن المعتقدات والتقاليد القديمة التي كانت تسود في تلك الحقبة الزمنية.
تم تنفيذ عملية إعادة بناء وجه زوسيا بدقة فائقة لإظهار كيف كانت تبدو وكأنها حيّة، مما يسمح للناس بالتعرف على الشخصية والحياة التي عاشتها. تشير الكثير من الأدلة إلى أن زوسيا كانت شخصية هامة وربما نبيلة في مجتمعها.
بشكل عام، كشفت عملية إعادة بناء وجه زوسيا عن قصة إنسانية غامضة ومثيرة للاهتمام، تعكس التقاليد والمعتقدات القديمة وكيف كان يتم التعامل مع الأشخاص المختلفين في تلك الحقبة. تمت العملية بعناية فائقة وتقنيات علمية حديثة، مما أدى إلى إحياء حياة زوسيا التي انقطعت قبل أمد بعيد.