نفى اثنان من علماء الرياضيات نظرية “مفارقة القرد” التي تقول بأن قرداً يستطيع كتابة نص طويل مثل أعمال شكسبير إذا كان لديه الوقت الكافي. أظهرت حساباتهم أن كل حيوانات الشمبانزي في العالم لن يكونوا قادرين على إعادة إنتاج أعمال شكسبير حتى لو كان لديهم وقت الكون كله. قام العلماء بحسابات لاحتمالية ذلك، باستخدام لوحة مفاتيح تتكون من 30 حرفًا ومعدل ضغط مفتاح واحد في الثانية لمدة 30 سنة.
أوضح العلماء في دراسة نشرتها مجلة “فرانكلين أوبن” أنهم قاموا بحساب ما يمكن أن ينتجه القرد من كتابات بعد تقدير فترة زمنية تسمى “غوغول” وتمثل الرقم واحد متبوعًا بمئة صفر. تم استبعاد العوامل غير المهمة مثل النظام الغذائي للقردة وطرق بقائها على قيد الحياة بعد انقراض الشمس بعد مليارات السنين. أثبتت الدراسة أن الفرصة لكتابة أعمال شكسبير تحتاج إلى شيء أكبر من الصدفة والوقت الكافي.
تم تصوير فكرة “مفارقة القرد” قبل قرن من الزمان، وهي تعبر عن فكرة أن الأمور غير المتوقعة يمكن أن تحدث إذا كان هناك الوقت الكافي. لقد أظهرت أجراءات قام بها عالما الرياضيات الأستراليان أن من المحتمل “بشكل شبه تام” أن القرد لن يستطيع إعادة إنتاج أعمال شكسبير بأي طريقة.
تتناول الدراسة النظرية هذه مفهوم وعدم تطابقها مع الواقع، حيث يعتبر الأمر غير ممكن في الواقع لأن الفرصة لحدوث ذلك تقتضي معرفة أكبر بكثير من الصدفة. يظهر هذا البحث المتخصص عمقاً في مفهوم الزمن والفرص المطلوبة لحدوث أمور كبيرة ومستحيلة من الناحية العملية.
تعتبر هذه الدراسة محاولة من العلماء لفهم حدود الفرص والاحتمالات في العالم الرياضياتي، وكذلك استكشاف فكرة مفهوم الزمن والفرص وهل يمكن أن تحدث أمور كبيرة من دون تدخل إلهي أو انتقاء طبيعي. تعتبر تلك الفكرة بمثابة تجربة فكرية تهدف إلى التحليل العميق لمفاهيم العلم والمنطق والتصادم مع الواقع وإمكانيات حدوث الأشياء المحتملة.
