أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعمه الكامل لدعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي لحل النزاع مع المتمردين الأكراد في تركيا. وأكد أردوغان أن هذه الدعوة تشكل فرصة تاريخية لتحقيق السلام والاستقرار. دعا الرئيس التركي الأكراد إلى الانضمام لجهود بناء مستقبل مشترك وتحقيق التسامح والتعايش.
وفي كلمة أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية، حث أردوغان الأكراد على الالتزام بالدعوة التي أطلقها بهتشلي لحل الأزمة. وأكد أن الهدف هو إزالة الصراع مع الأكراد من الأجندة الوطنية، معربا عن أمله في أن يكون ذلك إنجازا بارزا في مسيرته السياسية.
وقد دعا بهتشلي زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان للانضمام ونبذ الإرهاب وحل حزبه المحظور. وشدد بهتشلي على أهمية التعايش والمحبة بين الأتراك والأكراد، معتبرا أن ذلك واجب ديني وسياسي للطرفين.
تصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، حيث يخوض الحزب صراعا ضد الدولة التركية منذ عام 1984. ويقبع زعيم الحزب أوجلان في السجن منذ عام 1999. وبعد دعوة بهتشلي لحلا سياسيا للصراع، تعرضت تركيا لهجوم استهدف شركة “تاي” للصناعات الجوية والفضائية، أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص.
وفي رد فعل على الهجوم، شن الجيش التركي غارات على أهداف لحزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا. وتعد هذه الأحداث جزءا من الصراع الطويل بين الحكومة التركية والأكراد، مما يجعل دعوة بهتشلي لحلا ومشاركة الأكراد في بناء مستقبل مشترك تحديا كبيرا يتطلب تفاهما وحوارا بناء.
بالتالي، فإن دعم الرئيس التركي لدعوة زعيم حزب الحركة القومية يمثل فرصة حقيقية لحل الصراع المستمر منذ عقود بين الدولة التركية والأكراد. ومن المهم أن تكون هذه الدعوة بمثابة بداية لمرحلة جديدة من التفاوض والحوار المشترك، من أجل بناء مستقبل يضم جميع الأطياف السياسية والثقافية في تركيا.