في تحليله للأوامر التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان بعلبك اللبنانية، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إلى أن الهدف من هذه الأوامر هو فرض ضغط سكاني داخل لبنان. وقد أمر الجيش الإسرائيلي سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس في البقاع شرقي لبنان بالإخلاء تمهيداً لقصف تلك المناطق. ويعتبر بعلبك الواقعة في البقاع الشمالي بلبنان، العمق الأساسي لحزب الله، وبالتالي فإن الأوامر تهدف إلى خلق ضغط سكاني يؤدي إلى حدوث احتكاكات قد تؤدي إلى حرب أهلية.
ويأمل جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو أن تحدث الاحتكاكات بين اللبنانيين، وهو هدف سياسي يدخل ضمن الخطة العسكرية والإستراتيجية للاحتلال. وبالإضافة إلى ذلك، أشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر إلى أن المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها تمتلك كثافة سكانية عالية، داعياً المواطنين إلى الإخلاء فوراً من أجل الحفاظ على حياتهم، وأكد وجود تضرر لبعض الآثار في منطقة قلعة بعلبك نتيجة للغارات التي تم شنها.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف مدينة صور جنوبي لبنان، وأحدث دماراً هائلاً فيها بعد توجيه الضربات للمباني السكنية والمحال التجارية والمراكز الصحية. وأوضح العميد حنا تفاصيل القتال في مختلف المناطق، مشيراً إلى أن حزب الله يتفادى القتال من المسافة صفر، ويدخل قوة الرضوان عند اقتراب القوات الإسرائيلية من المناطق التي يرونها حيوية.
يقوم مقاتلو حزب الله بمنع تقدم جيش الاحتلال، حيث لا يمكن للجيش الإسرائيلي البقاء في أي منطقة حتى لو تقدم إليها. وتشير التحليلات إلى أن الهدف الرئيسي من الأوامر التي أصدرها جيش الاحتلال هو خلق فوضى واحتكاكات بين اللبنانيين، بهدف زعزعة الاستقرار داخل لبنان وزيادة التوتر السياسي. وتعكس هذه الأحداث حجم التوتر القائم بين الجانبين والتصعيد المستمر الذي قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
بالنظر إلى الوضع الراهن، يجب على الفاعلين الدوليين والمنظمات الدولية التدخل لوقف التصعيد وإيجاد حل سلمي للأزمة، وتجنب حدوث مزيد من التصعيد والعنف. وعليهم العمل على تهدئة الأوضاع وحث الأطراف القائمة على الصراع على التفاوض والبحث عن حلول سياسية تحقق الاستقرار والسلام في المنطقة بشكل شامل ودائم. وفي هذا السياق، يعد تحلي الحكمة وتجنب التصعيد والعنف خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار ومنع حدوث المزيد من الدمار والخسائر البشرية.