اندلعت الانتقادات بحق الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أقل من أسبوع من يوم الاقتراع، بعد وصفه أنصار المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب بأنهم “قمامة” خلال كلمة بالحملة الانتخابية لنائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وخلال مكالمة عبر الفيديو مع منظمة “فوتو لاتينو”، عبر بايدن عن احتجاجه على تعليق ساخر من بورتوريكو خلال تجمع انتخابي لترامب في نيويورك، مما أثار جدلا واسعا.
ردًا على هذه التعليقات، اعتبر بايدن أن تصريحات ترامب وممثله الكوميدي توني هينتشليف تجاه بورتوريكو هي التي تمثل القمامة، ووصف هذا الأسلوب الكراهية بأنه غير معقول وغير أمريكي. فيما أوضح البيت الأبيض في بيان له أن بايدن كان يشير إلى خطاب ترامب وليس إلى أنصاره، مؤكدًا أن رئيس الولايات المتحدة كان يقصد خطاب الكراهية الذي ألقاه ترامب في تجمع انتخابي.
ردّ ترامب على تعليقات بايدن خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، قائلاً إن تصريحاتهما تجاه أنصاره “فظيعة”، وقارن بين تعليق بايدن وتصريح لهيلاري كلينتون في الانتخابات السابقة. واعتبر جيه دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري، تصريحات بايدن بأنها “مقززة”، واتهم كامالا هاريس وجو بايدن بمهاجمة نصف سكان البلاد.
يجب التنويه إلى أن سكان بورتوريكو لا يمكنهم المشاركة في الانتخابات كون الجزيرة تعتبر إقليما أمريكيا في الكاريبي، ولكن الجالية البورتوريكية في الولايات المتحدة مؤهلة للتصويت، وتعتبر من ضمن الأصول اللاتينية التي تمتلك قوة انتخابية متزايدة، خاصة في ولاية بنسلفانيا.
بعد أقل من أسبوع على يوم الاقتراع، فإن هذه التصريحات تعكس الجدال السياسي المحتدم بين الحملتين الانتخابيتين، وتسلط الضوء على الانقسامات العميقة بين الأحزاب الديمقراطية والجمهورية في الولايات المتحدة. ويشير موقف بايدن وترامب وآخرين إلى أن هناك خطوط حمراء تتعلق بالاحترام وكرامة الناخبين، وتجد القضية انعكاسا واقعيا في التصريحات التي تثير الجدل في فترة حاسمة من الحملة الانتخابية.
في النهاية، يظهر من خلال هذه الأحداث أهمية احترام وديمقراطية الحوار السياسي، وضرورة تجنب التصريحات التي تثير الانقسامات وتشجع على التفرقة بين الناخبين. وعلى الرغم من الجدال الحاد بين الأطراف المتنافسة، يتعين على السياسيين والمرشحين أن يظهروا الاحترام المتبادل ويتجنبوا اللغة المؤذية التي قد تثير التوتر بين الجماهير. وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، يعتبر التوحد والتضامن والتعاون بين جميع الفئات السياسية أمرا حيويا لتحقيق التقدم والاستقرار في المجتمع.